تسارعت التطورات السياسية في عملية السلام السودانية في شكل لافت أمس، إذ اجتمع الرئيس السوداني عمر البشير مع زعيم حزب الأمة المعارض السيد الصادق المهدي في الخرطوم، واتفقا على شكل حكومة ما بعد التوقيع على اتفاق السلام الشامل. وجاء هذا اللقاء بعد ثلاثة أيام من توقيع نائب البشير علي عثمان طه اتفاقاً مع زعيم "التجمع الوطني الديموقراطي" رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي السيد محمد عثمان الميرغني في جدة يتضمن شكل الحكومة المقبلة. راجع ص 8 وفي الخرطوم، واصل فد "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الذي يزور العاصمة السودانية اجتماعاته مع قادة الاحزاب والقوى السياسية. وناقش مع الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي تطوير الاتفاقات الموقعة بين الجانبين في جنيف ولندن، ودرس امكان الشراكة مع الحزب الحاكم، واكد عزم "الحركة" تحولها تنظيماً سياسياً. واعلن الوفد ان "الحركة" وضعت "خطوطاً حمراً" في محادثات السلام الجارية ابرزها تمسكها بمنطقة "ابيي" في وسط البلاد وضمها الى جنوبه. وفي هذا الاطار، استأنف طه وزعيم "الحركة" جون قرنق محادثاتهما أمس في منتجع نايفاشا الكيني، وعلمت "الحياة" ان ثمة تقدما في مناقشة قضيتي جبال النوبة والنيل الازرق، في حين يوجد تباعد في ملف اقتسام السلطة.