سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قال ل"الحياة" إن بلاده "مسرورة للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب". السفير التركي في دمشق يشرح معادلة لتعزيز التفاهم : احترام وحدة الأراضي والتعاون في مجال المياه
قالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" إن القائد العام لقوات الدرك التركي شنر أراويغور سيزور دمشق عشية محادثات وزير الداخلية السوري اللواء علي حمود في انقرة في 16 الشهر الجاري، وذلك في اطار التعاون الامني بين الطرفين وفق اتفاق اضنا الموقع في تشرين الاول اكتوبر العام 1998. وقال السفير التركي في دمشق احمد اوغوز تشليك كول في حديث الى "الحياة" ان بلاده "مسرورة جداً من المستوى" الذي بلغه التعاون الثنائي. ووضع قيام السلطات السورية بتسليم 22 من المشتبه بهم في تفجيرات اسطنبول "في اطار التعاون الايجابي القائم بين البلدين في مجال مكافحة الارهاب". وأعطى تشليك كول اشارات جديدة تتعلق بملفي المياه والحدود الاشكاليين بين دمشقوأنقرة. وبعدما قال ان العلاقات الئنائية تقوم على "احترام وحدة اراضي وسيادة واستقلال كل منهما"، أكد ان ملف المياه "مجال تعاون ولا يوجد أي سبب يحول دون توطيده"، علما ان مصادر ديبلوماسية كانت قالت ل"الحياة" إن أنقرة "لا تعترض من حيث المبدأ على عقد اجتماع للجنة الثلاثية السورية - التركية - العراقية الخاص بالمياه" التي لم تعقد أي اجتماع منذ نهاية العام 1992، مع ان "الاشكالية الحالية تتعلق بتمثيل العراق في اللجنة". وبعدما ابعد توقيع اتفاق اضنا في العام 1998 سورية وتركيا عن شبح المواجهة العسكرية، أخذت العلاقات في التحسن بحيث ان نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام زار انقرة في تشرين الثاني نوفمبر العام 2000. كما قام رئيس الاركان العماد حسن توركماني بالتوقيع على اتفاق للتعاون العسكري في حزيران يونيو 2002، قبل توقيع رئيس الوزراء السابق محمد مصطفى ميرو على اتفاقات للتعاون الاقتصادي والتجاري في تموز يوليو الماضي. وسيتوج ذلك بزيارة الرئيس بشار الاسد في الاسبوع الاول من كانون الثاني يناير المقبل، لتكون اول زيارة لرئيس سوري منذ الانفصال عن الامبراطورية العثمانية في العام 1916. وإضافة الى اتفاق اضنا الذي نص على التعاون في مكافحة الارهاب وتوفير خط ساخن بين الطرفين وعقد اجتماعات أمنية برئاسة القائد العام لقوات الدرك ورئيس شعبة الأمن السياسي مرتين في السنة، تم التوقيع بين وزارتي الداخلية على اتفاق ل"التعاون في مجالات الامن ومكافحة الارهاب ومنع تهريب المخدرات" في ايلول سبتمبر من العام 2001. وفي هذا السياق تأتي زيارتي اراويغور لدمشق واللواء حمود لأنقرة. وقالت المصادر الديبلوماسية: "ان هاتين الزيارتين متفق عليهما قبل تسليم سورية ال 22 مشتبهاً بهم ولا علاقة لهما بتسليم ال22"، الذين اطلقت السلطات التركية 20 منهم تبلغ اعمار معظمهم اقل من 18 سنة كان يدرس بعضهم في "جامع ابي النور" التابع لمفتي الجمهورية الدكتور احمد كفتارو. وبعدما قال السفير التركي ان "التعاون في موضوع الارهاب يشكل جزءاً مهماً في العلاقات الاخذة في التطور، وان التعاون الذي تقوم به اللجنة الامنية يعطي نتائج ايجابية لصالح البلدين ويشكل قاعدة سليمة لتقدم اكبر في علاقاتنا"، كشف ان بلاده اقترحت على سورية توقيع ثلاثة "اتفاقات للتجارة الحرة والقوائم التفضيلية في التجارة، ولانشاء المناطق الحرة في الحدود المشتركة، لأن تطور التعاون الاقتصادي واتساعه ليشمل مجالات اخرى ذات طاقات كامنة مثل السياحة سيكون له مردود يخدم مصلحة الشعبين". كما يساهم في رفع مستوى التبادل التجاري من بليون الى بليون ونصف بليون دولار اميركي سنويا. واوضح تشليك كول ان "تطور علاقاتنا لن يخدمهما فحسب، بل سينعكس ايجاباً على استقرار المنطقة". وقال السفير تشليك كول رداً على سؤال ان "تطور العلاقات بين دولتين تتشاطران 870 كيلومتراً من الحدود هو لخدمة مصالحهما"، واضاف: "ان العلاقت بين البلدين تستند الى مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام وحدة وأراضي وسيادة واستقلال كل منهما. في هذا الاطار ليست هناك أي عقبات تعيق تطور العلاقات وبما يخدم العلاقات بما يخدم مصلحة شعبي بلدينا. اما بالنسبة الى موضوع المياه، فإن هذا الموضوع هو مجال تعاون وليس هناك أي سبب يحول دون توطيد التعاون الذي سينسحب على مجالات اخرى تعود بالمنفعة على كلا الجانبين. وان تعزيز علاقاتنا سيساهم من دون ادنى شك في حل جميع المشاكل التي قد تطرأ في شكل يستند الى التفاهم المتبادل وحسن النية والتنسيق بين الطرفين"، علماً أن دمشق تطالب ب"قسمة عادلة" لمياه الفرات وباتفاق نهائي يحل محل البروتوكول المرحلي للعام 1987.