بدأ الرئيس البرازيلي لويس انياسيو لولا دا - سيلفا المحطة الثانية من جولته الشرق الأوسطية، فوصل بيروت امس جواً من دمشق، وكان في استقباله رؤساء الجمهورية اللبنانية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري. وأجرى في مقر اقامته محادثات مع الثاني والثالث وعقد محادثات مع لحود الذي اقام على شرفه مأدبة عشاء في قصر بعبدا. وكانت زيارة دمشق انتهت الى بيان مشترك عن الرئيسين السوري والبرازيلي، اكدا فيه "ضرورة الاسراع في تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الاوسط يرتكز الى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبدأ الارض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية". وأفاد البيان: "ان الجانب البرازيلي عبر عن ايمانه بالدور المحوري لسورية في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة". ونقل البيان عن الرئيسين تأكيدهما ضرورة دعم دور الأممالمتحدة واصلاح نظمها بما في ذلك توسيع مجلس الأمن ليشمل عدداً من دول الجنوب كأعضاء دائمين". وفي الشأن العراقي، أكد الرئيسان "ضرورة الاسراع في نقل السيادة الى الشعب العراقي وانهاء الاحتلال واعطاء الأممالمتحدة دوراً اساسياً يمكن الشعب العراقي من ممارسة سيادته وصيانة حقوقه وضمان وحدة اراضيه". وشددا على اهمية "عقد القمة بين زعماء دول اميركا الجنوبية والدول العربية عام 2004 للتقارب بين هاتين المنطقتين المهمتين من العالم في شكل يعزز التنسيق بين مواقفهما في المحافل الدولية والاقليمية". واتفقا على "تعزيز العلاقات الثنائية بين بلديهما وزيادة حجم التبادل التجاري الذي ما زال دون المستوى المطلوب اذ ان الميزان التجاري يظهر عجزاً دائماً لمصلحة البرازيل وصل الى ثلاثة بلايين و436 ليرة سورية 70 مليون دولار عام 2002". ولفتت وكالة الانباء السورية سانا الى ان الاسد قبل دعوة لولا لزيارة البرازيل على ان يتم تحديد موعدها لاحقاً عبر القنوات الديبلوماسية. ويتوجه الرئىس دا - سيلفا بعد بيروت تستمر زيارته 3 أيام الى دولة الامارات العربية المتحدة ثم مصر وبعدها ليبيا بهدف تحقيق تقارب بين اقتصاديات العالم الثالث من اجل تشكيل كتلة وتعزيز موقف الدول النامية في المفاوضات بين الشمال والجنوب. وهي الجولة الاولى لرئىس برازيلي في الشرق الاوسط منذ زيارة الامبراطور بيدرو الثاني عام 1870. وقال ديبلوماسي عضو في الوفد البرازيلي لوكالة "فرانس برس": "ان البرازيل تريد الافادة من هذه الجولة لتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع العالم العربي لا سيما مع لبنان". ويسعى الرئىس البرازيلي الى الحصول على موافقة الدول العربية على عقد قمة عربية - اميركية لاتينية في ايار مايو 2004، وعلى دعم هذه الدول مطالبة البرازيل بالحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي. وقال الديبلوماسي: "اننا نعتبر ان لبنان شريك مميز من منطلق الجالية اللبنانية الكبيرة والنافذة الموجودة في البرازيل ومن منطلق انفتاحه على العالم أجمع".