حدد مسؤولون في الجهاز التعليمي الحكومي الكويتي أمس خطوطاً عامة للتعديلات التي تنوي الحكومة تنفيذها في المناهج التعليمية وفي المؤسسات التربوية، وذلك استجابة لما اعتمده قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم الأخيرة بهذا الخصوص. وتستهدف التعديلات تطهير المناهج مما "يدعو الى العنف والتعصب وإثارة الفتنة ومحاربة الأديان"، وكذلك اعادة صوغ الخطاب حيال العراق بعد زوال النظام السابق. وقال وزير التربية الدكتور رشيد الحمد لنواب مجلس الأمة البرلمان امس خلال مناقشات خاصة بأوضاع التعليم ان "من المهم ان تتواءم مناهجنا التربوية مع المستجدات الاقليمية والدولية". وقدم إلى النواب كراساً يتضمن رؤية الحكومة للتعديل المنتظر للمناهج الدراسية و"مواءمتها مع ما يتوافق مع المستجدات الدولية بشأن الارهاب". وتولى وكيل وزارة التربية الدكتور حمود السعدون عرض الكراس الذي ركز على تعديلات ومراجعات في مناهج التربية الاسلامية واللغة العربية وآدابها والمواد الاجتماعية كالتاريخ وغيره. وقال السعدون ان لجان مراجعة المناهج حللت كتب المناهج وفرزتها الى ثلاثة موضوعات هي: الموضوعات الخارجة عن الأهداف التربوية التي تدعو الى العنف والتعصب وإثارة الفتنة ومحاربة الأديان، وموضوعات التسامح والإخاء والمساواة، وموضوعات التمسك بالتعاليم السامية للاسلام. وأوضح ان مراجعة كتب التربية الاسلامية واللغة العربية والاجتماعيات لم تظهر موضوعات تدعو الى العنف والتعصب، وان كان أشار الى ان نحو 10 في المئة منها كان يتحدث عن "الجهاد" ولكن بأنواعه المختلفة "مثل جهاد النفس وجهاد الشيطان وجهاد العدو الغادر"، وان اكثر من 50 في المئة من هذه الكتب كان يخدم مواضيع التسامح والتعاليم السامية للاسلام. ولم يوضح السعدون هل رأت اللجان إزالة بعض المقررات أو النصوص أم لا، أو هل هناك نصوص أو عبارات في المناهج تعتبر تحريضاً على العنف أو التعصب. وقال: "على رغم النتائج الايجابية المشار اليها فإن الأمر يتطلب الاهتمام بترسيخ هذه المفاهيم التسامح ونبذ العنف بشكل أكبر في المناهج الدراسية لدى اجراء عمليات تطويرها، ويجري الآن الأخذ بهذا الاتجاه في مشاريع التأليف والاعداد للكتب الجديدة في مواد التربية الاسلامية واللغة العربية والاجتماعيات والتربية الوطنية والتنشئة المدنية ومهارات الحياة". النظام غزا الكويت لا الشعب وأشار السعدون الى ان لجان مسح المناهج تولت مراجعتها كذلك "لمواءمتها بما يتناسب مع مرحلة ما بعد تحرير العراق"، وانها اقترحت تعديلات منها "إلحاق صفة العدوان والغزو العراقي بالنظام الذي كان حاكماً في تلك الفترة ولا دخل للشعب العراقي بذلك، واضافة كلمة الحاكم البائد أو المخلوع الى اسم صدام حسين لإبراز ان ما فعله كان سياسة حكومية، والتوضيح ان الغزو العراقي للكويت كان جزءاً من سياسة النظام من دون ان يحصل على موافقة الشعب العراقي"، وكذلك فإن "النظام قد زال لكن الشعب العراقي باق والعلاقة بين الشعبين باقية". وأوضح انه سيتم "التنسيق مع الجهات المعنية في بغداد للتأكد من خلو المناهج العراقية الجديدة من كل ما يسيء الى دولة الكويت شعباً وحكومة وتاريخاً وحدوداً دولية معترفاً بها". وقدم مسؤولون تربويون، مثل وكيلة التعليم العالي الدكتورة رشا الصباح ومدير جامعة الكويت الدكتور نادر الجلال ووكيل التعليم التطبيقي الدكتور حمود المضف، شروحاً لبعض جوانب مشروع تنقيح المناهج. ثم رفعت الجلسة الى اليوم ليباشر النواب تعليقاتهم وملاحظاتهم. وكان نواب، خصوصاً الاسلاميين منهم، تحفظوا بشدة عن خطط تعديل المناهج، وقالوا انها تتم في ظل ضغوط غربية وأميركية على الكويت ودول الخليج، وهو ما نفاه الوزير رشيد الحمد.