تبدأ صباح غد الخميس أعمال الجلسة الافتتاحية للحوار الشامل بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة بعدما تأجلت لمدة يومين لإتاحة الفرصة لاستكمال وصول جميع الوفود المشاركة. وفيما توافد على القاهرة بالفعل عدد من أعضاء الوفود، بدأت في مكان غير معلوم في العاصمة المصرية أمس محادثات ثنائية بين المسؤولين المصريين وممثلي الفصائل حول جدول أعمال الحوار والمقترحات المعروضة. وقال عضو وفد "الجبهة الديموقراطية" خالد عطا ل"الحياة" إن الأجواء المحيطة بالحوار إيجابية من دون وجود مشاكل أو خلافات بالمعنى السياسي بين الفصائل التي حضرت كلها إلى القاهرة من أجل حوار جاد وبناء. وشدد رئيس وفد "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ماهر الطاهر في تصريحات الى "الحياة" على الرغبة في أن يكون الحوار بحثاً شاملاً في الوضع الفلسطيني في الداخل، مشيراً إلى أنه طرح على المسؤولين المصريين جدول أعمال من أربع نقاط يتضمن: "مراجعة سياسية للعمل الفلسطيني للوصول إلى قواسم مشتركة وثوابت نتحرك على أساسها، وتشكيل قيادة موحدة تضم حماس والجهاد وفصائل منظمة التحرير لتقرر للشأن الفلسطيني وترتب البيت من الداخل، بحث الهدنة المسلحة على ضوء ما لدى السلطة من التزامات إسرائيلية حتى لا تنهار في حال التوصل إليها كما حدث في المرة السابقة مع التشديد على عدم إمكانية قبول هدنة مجانية من طرف واحد هو الطرف الفلسطيني، وبحث إطلاق رئيس الجبهة أحمد سعدات". وأكدت مصادر سياسية مصرية أن لقاء القوى والفصائل الفلسطينية في القاهرة يستهدف تعزيز الوحدة الوطنية، والنظر في الخطوات التي من شأنها دعم العمل الفلسطيني من أجل استرداد الشعب الفلسطيني حقوقه ومن هذه الخطوات إعلان الهدنة. وطمأنت القاهرة الفصائل المختلفة وهي توجه الدعوات اليها من خلال وفد الاستخبارات المصرية إلى غزة قبل أجازة عيد الفطر أنها لا تسعى للتوصل إلى هدنة من طرف واحد، وأن هذه الهدنة يجب أن يلتزم بها الجانبان وليس مثلما حدث في المرة السابقة عندما أعلنت هدنة في حزيران يونيو واستمرت 51 يوماً ثم انهارت لأن إسرائيل استمرت في عمليات القتل وتدمير المنازل واجتياح المدن. ويجمع الحوار الفلسطيني في القاهرة 13 فصيلاً هي: حركة "فتح" والجبهتان "الديموقراطية" و"الشعبية" وحركتا "حماس" و"الجهاد الاسلامي" وحزب الشعب و"فدا" و"جبهة التحرير العربية" و"جبهة التحرير الفلسطينية" و"جبهة التحرير العربية الفلسطينية" و"الصاعقة" و"الشعبية - القيادة العامة" و"النضال الشعبي". وكان وفد "الجبهة الديموقراطية" وصل إلى القاهرة ويضم فهد سليمان وخالد عطا ومعتصم حمادة وعبدالغني هللو. كما وصل جزء من وفد الحركة الشعبية أبو أحمد فؤاد وأبو علي حسن ومن جبهة النضال الشعبي سمير غوشة ووفد حركة "فتح" برئاسة زكريا الأغا وعضوية الدكتور عبدالرحمن حمد وستة آخرين. وتردد أن رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء والدكتور خالد مشعل سيشاركان في الجلسة الختامية للحوار بينما يمثل حركة "حماس" عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، وأن يمثل جبهة التحرير الفلسطينية بلال القاسم. وتهدف القاهرة من الحوار الفلسطيني - الفلسطيني التوصل إلى هدنة جديدة تتوقف خلالها العمليات العسكرية ضد إسرائيل لإفساح المجال للمسار السياسي الذي تقوده الحكومة الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني. وكانت القاهرة تلقت تأكيدات أميركية وإسرائيلية بضمان حماية الهدنة من خروق إسرائيلية لفتح الباب أمام استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية لتطبيق "خريطة الطريق". الى ذلك أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أهمية الحوار الفلسطيني - الفلسطيني ، مشيراً الى أن الحوار "شيء جيد ولكن الحديث عن هدنة مجانية ومن دون ثمن أمر غير مقبول". وأوضح أن الجانب الفلسطيني قدم من قبل هدنة لمدة 51 يوماً "استغلتها اسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني واستهزأت بها ولا بد ألا يتكرر مثل هذا الامر مستقبلاً ويتم وقف النار من جانب واحد".