توقفت عمليات البحث تحت انقاض المنازل في مدينة بم جنوب شرقي ايران امس، بعد مرور ثلاثة ايام على الزلزال المدمر الذي ضربها، في حين تركزت المساعدات الدولية وابرزها من الولاياتالمتحدة على اغاثة الناجين ومن بينهم آلاف المشردين. فيما عبر خبراء إيرانيون عن مخاوف من زلزال قد يضرب العاصمة طهران.راجع ص10 وعلى رغم أن المسؤول عن العلاقات العامة في محافظة كيرمان أعلن أن 22 ألفاً قضوا في الزلزال، لم تتمكن السلطات بعد من اعلان حصيلة نهائية للقتلى، نظراً الى ان عدد الذين انتشلوا احياء لم يتجاوز ألفاً، فيما يقدر أن آلافاً ما زالوا مدفونين بين انقاض البيوت الطينية، فيما قتل ألفان من المصابين متأثرين بجروحهم. وكان وزير الداخلية الايراني عبد الواحد موسوي لاري "متحفظاً" في اعلانه عن 20 ألف وفاة مؤكدة، في حين ان اكثر التقارير تحفظاً تحدثت عن 25 ألفاً، اضافة الى عشرات الآلاف من الجرحى. وفي غضون ذلك، تدفقت المساعدات الدولية الى ايران، من الدول العربية ودول الاتحاد الاوروبي، لكن الابرز كانت من الولاياتالمتحدة مع وصول اول طائرة اميركية الى مطار كرمان اثر "محادثات مباشرة" بين واشنطنوطهران، كما أكدت الخارجية الاميركية. ولا يخلو الطابع الانساني للمهمة الاميركية من دلالات سياسية، رأى بعضهم ان من شأنها المساهمة في اذابة الجليد بين الجانبين، في ظل حال التهدئة التي سادت اخيراً في الملف العراقي، علماً ان الرئيس محمد خاتمي حرص على الاشارة الى "التكاتف والتعاون الدوليين مع ايران في محنتها، كبديل من لغه العنف". وقال مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة في بيان ان الاتفاق على انهاء عمليات الانقاذ تم خلال اجتماع ممثل الاممالمتحدة يسبر لوند مع المسؤولين الايرانيين في المدينة المنكوبة امس. وفي طهران ا ف ب قال مزيار الحسيني مدير دائرة الوقاية من الازمات وادارتها في بلدية العاصمة الايرانية التي يقيم فيها وفي ضواحيها 12 مليون شخص "ان خطر حصول زلزال قوي في طهران خطر فعلي". واضاف: "ان طهران تقع على عدة خطوط تصدع وهي تتعرض مرة كل 150 سنة لزلزال مدمر، وآخر زلزال مدمر ضربها عام 1830 اي قبل اكثر من 150 عاما وبات احتمال وقوع زلزال جديد مدمر مرتفعا جداً". وتقع طهران فوق تصدعين كبيرين: الاول يجتاز شمال العاصمة من الشرق الى الغرب، والثاني يجتاز جنوبها خصوصاً حي شهر اي راي القديم حيث الكثافة السكانية مرتفعة جداً. ويرى الخبراء ان الابنية القديمة في العاصمة تمثل ما بين 55 و70 في المئة من ابنيتها ويحتاج تجديدها الى 40 بليون دولار. وهي تقع في الاحياء الشعبية جنوبالمدينة حيث تعيش غالبية السكان. الا انهم يؤكدون ان اكثر من 70 في المئة من الابنية الجديدة لا تراعي المعايير اللازمة للوقاية من الزلازل. ونشرت الصحف الايرانية معلومات تفيد ان زلزالا تفوق قوته ست درجات اي مثل الذي ضرب بم الجمعة الماضي، قد يدمر 65 في المئة من ابنية العاصمة وقد يتسبب في مقتل مليون شخص.