عائشة عجم ظاهرة فريدة في عالم الفن التشكيلي، ظهرت موهبتها الفنية فجأة وهي على أعتاب الخامسة والثمانين من عمرها، أمية لا تعرف القراءة والكتابة، ترسم بفطرة وعفوية، وتستقي عناصر ومفردات لوحاتها من جذور الطبيعة المتنوعة "الانسانية والحيوانية والنباتية والجمادية". اول ظهور لها على الساحة التشكيلية كان من خلال سوق الأحد للفنون الذي أقيم في شيراتون دمشق عام 2000، وأول معرض لها كان قبل عامين في صالة المركز الثقافي الفرنسي في دمشق، ثم شاركت ببعض اللوحات في مسابقة "فكر مع يديك" التي نظمها المركز الثقافي الاسباني ثم في مهرجان خان الحرير الذي اقيم في حلب لأول مرة العام الماضي. ومن يومها راحت الصحف العربية والاجنبية وبعض المحطات التلفزيونية الارضية والفضائية تسلط الضوء على هذه الفنانة التي اذهلت رسوماتها العديد من الفنانين التشكيليين في معظم دول العالم. عائشة عجم مهنا والدة الفنان التشكيلي السوري عبدالرحمن مهنا، اصبحت سيرتها على كل لسان وقصتها انموذجاً للطموح والعطاء والجدية في متابعة العمل أياً كان بغض النظر عن تقدم العمر. "الحياة" التقتها في مرسمها في مهرجان خان الحرير الذي اقامته "اليمان للمعارض" في حلب هذا العام، وكان الحوار الآتي. كيف بدأت قصتك مع الفن التشكيلي؟ - قصتي بدأت منذ اكثر من اربعين عاماً، فعندما كان ولدي عبدالرحمن طالباً في الجامعة يتابع دراسته في "الرسم التشكيلي" كنت باستمرار اشجعه وأساعده في مصروف مستلزمات العمل وكان دائماً يسألني عن رأيي بعد ان ينتهي من رسم كل لوحة. وشيئاً فشيئاً ومع الوقت بدأت أشعر بطاقة في داخلي تجاه الرسم وبأنني استطيع ان ارسم مثل عبدالرحمن. ومتى تفجرت هذه الطاقة؟ - قبل اربع سنوات تقريباً. هل كانت هنالك مناسبة لذلك؟ - لا... أبداً فكثيراً ما كنت أرسم وأنا جالسة لوحدي في البيت ولكنني لم أخبر احداً عن رسوماتي إلا قبل سنوات. وماذا كنت ترسمين؟ - كل ما كان يخطر على بالي، مناظر طبيعية، ابطال شعبيين أمثال عنترة والزير سالم ورابعة العدوية وأبطال قصص ألف ليلة وليلة وغير ذلك. وهل تأثرت بولدك عبد الرحمن او لنقل ألم يساعدك في الرسم؟ - عبد الرحمن لم يعلم بالأمر إلا اخيراً وقد استغرب هو وأخوته عندما اظهرت لهم فجأة موهبتي ورسوماتي وعموماً كيف لي ان أتأثر بولدي ورسوماتي واضحة ومفهومة على رغم انني لا اعرف شيئاً عن مذاهب او مدارس "الرسم التشكيلي" التي يتحدثون عنها. على ذكر المذاهب والمدارس الحديثة للفن التشكيلي ما رأيك باللوحات التي تتبع لهذه المدارس والمذاهب؟ - اللوحة التي أستطيع ان افهمها قد اعجب بها، ولكن الرسامين في هذه الايام يرسمون لوحات لا يستطيع احد ان يفهمها او يعرف عما تعبر ثم يأتون ويقولون هذا فن تشكيلي. هل نفهم انك ضد هذا النوع من الفن؟ - لا... لست ضده فلكل نوع عشاقه ومعجبوه وأنا رسوماتي واضحة ومفهومة ولا تحتاج الى جهد للتحليل والتفسير. وموهبتك برأيك ألم تأت متأخرة؟ - الموهبة نعمة من الله والمهم ان يعرف الانسان متى يستغلها. وأنت في هذا العمر كيف تنظرين الى المستقبل؟ - انظر بكل الامل والتفاؤل فالحياة بلا امل لا معنى لها وأنا سأظل أرسم حتى آخر لحظة من عمري. ومتى ترسمين عادة؟ - في أي وقت كان ولكنني افضل ان ارسم صباحاً بعد ان اؤدي صلاة الفجر. ماذا تخططين للرسم في هذه الايام؟ - افكر في رسم شوارع وأحياء حلب القديمة وكل ما هو قديم وأثري.