استعادت رياضة الفورمولا واحد قبل اسبوعين الذكريات الذهبية لبطليها الخالدين السابقين في حقبتي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي الفنلندي كيكي روزبرغ حامل لقب بطولة العالم عام 1982 والبرازيلي نيلسون بيكيت المتوج على عرش البطولة ثلاث مرات اعوام 1981 و1983 و1987، لكن ليس من خلال مهاراتهما في القيادة وخبرتهما في تأسيس فريقين ناجحين في عالم العجلات الاربع، بل من خلال جيناتهما!. لم يتواجد روزبرغ وبيكيت على حلبة خيريز الاسبانية ليتواجها في لقاء تاريخي واسطوري يعيد لمعات انجازاتهما السابقة، بل لاطلاق اللمعات الاولى لنجليهما نيكو ونيلسينيو، واللذين يبلغان سن ال18، في اختبارات التقويم التي خضعا لها تحت جناح الفريق السابق لوالديهما وليامس وبإشراف المدير التقني وأحد كبار المساهمين الحاليين فيه البريطاني باتريك هيد، والذي شغل منصب عضو في الجهاز التقني في الثمانينات. وكان البطلان السابقان شكلا مصدري لمعات نجليهما في السير على طريق خوض الاختبارات، التي اندرجت ضمن استراتيجية وليامس في عدم تجاهل اي موهبة بارزة، بإعتبارهما رعيا خطواتهما الاولى في بطولة فورمولا 3 ضمن الفريقين اللذين اسساهما لهما. وشارك نيكو تحديداً العام الماضي في بطولة فورمولا بي ام دبليو، والتي احرز لقبها، قبل ان يتحول هذا العام الى منافسات بطولة فورمولا 3 الاوروبية والتي انتزع فيها لقباً واحداً اهله لاحتلال المركز الثامن في الترتيب العام. اما نيلسينيو فتوج على عرش بطولة فورمولا 3 الاميركية الجنوبية العام الماضي، وحل ثالثاً في بطولة الفئة ذاتها هذا العام في انكلترا، علماً ان سجله تضمن ستة القاب. واستكمل البطلان لمعات حضورهما المؤثر، حيث امنت علاقتهما الجيدة بمسؤولي وليامس فرصة خوض نجليهما هذه الاختبارات، انطلاقاً من اضطلاع روزبرغ تحديداً بدور بارز في نشاطاته وبرامجه التسويقية، وتولي بيكيت مهمة الممثل الرسمي لشركة بي ام دبليو، شريكة وليامس في سباقات الفورمولا واحد، في البرازيل. انطباع غير مبهر واذ يبقى الاهم اللمعات الميدانية لنيكو ونيلسينيو فهي لم تبهر مسؤولي فريق وليامس الذين وصفاهما بسائقين مبتدئين عاديين على رغم اعترافهم بامتلاكهما معرفة تقنية جيدة نتجت من خبرتهما غير القليلة في ميدان المنافسات، خصوصاً نيكو الذي يتضمن سجله 450 سباقاً في فئات مختلفة، في حين ان والده خاض موسمه الرسمي الاول في البطولة في سن ال29 وبيكيت في سن ال25. ونفذ نيلسينيو 64 لفة على الحلبة توزعت بين الايام الثلاثة للاختبارات، وصرح بأن السرعة الجنونية للسيارة اصابته بالهلع، على رغم ان زمنه الافضل تخلف ثلاث ثوانٍ عن نظيره العادي لدى السائق الرسمي الالماني رالف شوماخر، لكنه ابدى رضاه عن التجربة التي الغت اعتقاده بأن قيادتها اكثر صعوبة، وقال: "ارى ان استخدام المقود في عملية تغيير نسب السرعة امر رائع، لكنني لم اعتد استخدام دواستين بدلاً من ثلاثة". في المقابل، خاض نيكو تجارب اكثر راحة كونه يعرف متطلبات الحلبة التي احتضنت مشاركات سابقة عدة له من جهة، ومن جهة اخرى امكانات سيارة وليامس التي منح فرص سابقة لقيادتها العام الماضي على حلبة كاتالونيا الاسبانية ايضاً. واللافت ان كلا السائقين الواعدين لم يهتما بالانطباع الذي خلفاه لدى مسؤولي وليامس، واعلن نيكو انه سيكمل مشواره في بطولة اوروبا للفورمولا 3 العام المقبل، قبل اتخاذ قرار في شأن الاحتراف او التخصص في هندسة الطيران، في حين اعترف نيلسينيو بعدم جاهزيته لمنافسات الفورمولا واحد. ومهما كانت وجهتا نيكو ونيلسينيو التاليتان فإن محاولتهما تلمس خطوات والديهما توحيان بنظرية الانتقال الوراثي لجينات العشق والحماسة الكبيرين لرياضة السيارات. وهنا نستيعد ذكرى ابناء كثيرين لسائقين مجلين سابقين في عالم الانجازات من بينهم بطل العالم عام 1996 البريطاني دامون هيل الذي سار على خطى والده غراهام حامل اللقب مرتين عامي 1962 و1968، والكندي جاك فيلنوف الذي غنم اللقب عام 1997 وعوض اخفاق والده الذي لاقى حتفه في جائزة بلجيكا الكبرى عام 1982 حين كان يدافع عن الوان فريق فيراري. جائزة البحرين لبى البريطاني بيرني ايكلستون مالك حقوق بطولة العالم للفورمولا واحد دعوة خاصة من منظمي جائزة البحرين المقررة في 4 نيسان ابريل المقبل ضمن الجولة الثالثة من المنافسات للاطلاع على اعمال تشييد الحلبة، علماً ان سائق وليامس رالف شوماخر كان زارها الاسبوع الماضي وابدى انذهاله بالتسهيلات التي تحتويها وميزات المنافسة ذات المستوى العالي على الحلبة.