أربعة ايام من الاسبوع تشهد ازدحاماً شديداً على الحدود السورية - اللبنانية، سواء من السوريين المتجهين الى لبنان الخميس والجمعة، ام اللبنانيين القادمين الى سورية كل سبت واحد، والهدف واحد وهو التسوق وتحديداً الثياب. اذ تعتبر الملابس في لبنان مثار فخر، فهي مستوردة من الخارج وأغلى ثمناً وبالتالي هي الافضل بحسب الغالبية. لذا يحرص القادر على تحمل هذه تكاليف الذهاب الى لبنان للتسوق على رغم معرفته بأن بعض الملابس اللبنانية مصنع في سورية، يصدّر من دون إشارة الى البلد المصنع - بطلب من اللبنانيين - لوضع اسم بلد اجنبي والتسعير على هذا الاساس. ربما كان اللبناني اكثر وعياً بهذا الخصوص، لذا يفضل التسوق في سورية ليس لنفسه فقط بل للتجارة ايضاً، لدرجة وجود محلات تخصص بعض بضائعها لزبائنها اللبنانيين المعتادين، والربح بالنسبة إليها ليس في القطعة والوحدة بل في الكم الكبير المأخوذ، لذا يتم الاهتمام بهم وبتوصياتهم احياناً. وسبب اقبالهم واضح متمثل في الاسعار الرخيصة مقارنة ببلدهم وبمعدل رواتبهم، اضافة الى توافر احدث الموديلات والسبب الاهم هو افتتاح وكالات لماركات عالمية. ما زاد عدد الوافدين بشكل كبير، بحيث يمكن الحصول على الموديل نفسه الموجود في لبنان وعلى اسم الماركة من دون ضرورة ذكر مكان الشراء حتى من دون الاهتمام بالنوعية. المهم هو اسم "الماركة" بالنسبة الى اللبناني، كما هوس السوري بما هو "لبناني" وفي كلتا الحالين الامر مثير للاستغراب. ربما كان من الضروري اهتمام المرء بمظهره وجعله لائقاً، والاهم معبراً عن شخصيته من خلال خياراته وألوانه. لكن ما يحدث اليوم من طغيان موضة ما، يجعل التشابه واضحاً بين الناس من دون اي تمايز، او اعتبار الزي جزءاً من الشخصية. ومما لا شك فيه ان الفرد يستمد اهميته من مضمونه ومدى ثقافته ومعرفته وحضوره وليس بما يرتديه، لكن هل ينطبق هذا على افراد يقطعون المسافات ويسافرون للتسوق؟ وان كان الزي في السابق مرتبطاً بالبلد وطبيعته، وبنقوش تميزه، ونوعية تعبر عن خصوصيته. فهو اليوم متشابه لا يعبر عن طبيعة واقع او مجتمع محيط وان كان اكثر تحرراً في بعض البلدان. فهل يعني هذا تشابهاً في الواقع وفي الوضع الاجتماعي، ام يعني تشابهاً في السطحية وحب التقليد؟