سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنصار صدام يهاجمون مركزاً ل"فيلق بدر" والقوات الأميركية تعتقل ممول الهجمات . زيباري يرد على أنان ويتحدى مجلس الأمن : تصفية حساب مع أميركا على حساب العراقيين
طالب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس، في كلمة أمام مجلس الأمن، الأعضاء ب"عدم تصفية الحساب مع الولاياتالمتحدة على حساب المساعدة" في استقرار الشعب العراقي. وقال زيباري في كلمة وصفت بأنها "تفتقد الحكمة"، رداً على خطاب للأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، ان الانقسام في مجلس الأمن هو "بين الذين أرادوا إرضاء صدام حسين والذين أرادوا تحميله المسؤولية ومحاسبته"، فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، انه عثر على "أدلة مهمة على وجود نظام كبير للمختبرات السرية قد تكون استخدمت لصنع أسلحة دمار شامل في العراق. راجع ص 2 و 3 و4 في غضون ذلك، أعلنت القوات الأميركية القبض، في مدينة سامراء، على قيس حاتم المدرج اسمه على قائمة المسؤولين العراقيين المطلوبين. وقال ناطق أميركي ان حاتم "كان يجلب المال من صدام وحساباته المصرفية لتمويل الهجمات على الجنود الأميركيين"، مشيراً الى أن عملية "البحث عن حاتم وخلية صنع القنابل التابعة له استمرت طيلة ستة شهور". وأوضح الناطق ان الاعتقال جاء خلال عملية دهم اعتقل خلالها 88 شخصاً، بينهم محام لم يكشف اسمه بعد، قيل انه اعترف بحيازة 9.1 مليون دولار تمت مصادرتها خلال عملية دهم سابقة. وأضاف ان المحامي كان يعمل لحساب شركة كويتية أبرمت عقوداً مع الجيش الأميركي. كما عثر على متفجرات "سي 4" وأجهزة تفجير. وجاءت المداهمة بعد اشتباك كبير عند مشارف سامراء قال الجيش الأميركي انه خلف 11 قتيلاً عراقياً بعد ظهر الاثنين. إلا أن المستشفى الوحيد في سامراء لم يستقبل سوى قتيل وجريح. وقال ضابط في الشرطة طلب عدم كشف اسمه ان شخصاً واحداً فقط قتل. في موازاة ذلك، ذكرت وكالة "فرانس برس" ان عدداً من أنصار الرئيس العراقي السابق هاجموا أمس مركزاً ل"فيلق بدر" التابع ل"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في بعقوبة على مسافة حوالى 60 كلم شمال بغداد. وبعدما تظاهر نحو 200 من أنصار صدام، حاملين سكاكين وبنادق ومطلقين رشقات في الجو، هاجموا المركز وحطموا زجاجه وهدموا أحد جدرانه. ولم يكن أي جندي أميركي أو شرطي عراقي موجوداً خلال التظاهرة. وكان أنصار لصدام تظاهروا مساء الاثنين في "قرية" على مسافة حوالى 7 كلم شمال بعقوبة، فاشتبكوا مع الشرطة التي اضطرت الى إخلاء مركزها في القرية. وفي نيويورك، تحدى وزير خارجية العراق، هوشيار زيباري، داخل قاعة مجلس الأمن أمس، الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بقوله: "ان على الأممالمتحدة عدم خذل شعب العراق مجدداً"، كما تحدى الدول الأعضاء في المجلس التي عارضت قرار الحرب قائلاً ان "الانقسام وقع بين الذين أرادوا إرضاء صدام حسين والذين أرادوا تحميله المسؤولية ومحاسبته". واستغربت أوساط الأممالمتحدة لهجة خطاب زيباري ومضمونه، إذ جاء مطالباً بالدعم الدولي وبالاجماع في صفوف المجلس، انما حصراً حسب الشروط العراقية والأميركية. وقال: "يجب عدم تصفية الحسابات مع الولاياتالمتحدة على حساب المساعدة في تهيئة الاستقرار للشعب العراقي". وجاء كلام زيباري رداً على خطاب أنان أمام مجلس الأمن الذي انعقد في جلسة علنية أمس، تبعتها جلسة خاصة مغلقة لأعضاء المجلس والأمين العام ووزير الخارجية العراقي. وقال أنان: "اننا في حاجة الى وضوح أعظم في شأن ما هو متوقع من الأممالمتحدة من العراقيين والائتلاف لجهة المساعدة في العملية الانتقالية". وأضاف: "طالبت بالوضوح لأن في اتخاذ القرار الصعب الذي ينتظرنا، يحتاج الى قياس درجة المغامرة التي يطلب من الأممالمتحدة القبول بها، في مقابل جوهر الدور الذي يطلب منا القيام به". وزاد: "اننا في حاجة لمعرفة كيفية إيلاء المسؤوليات إلينا، ومن سيتخذ أي قرارات. والأهم، معرفة ماذا يتوقع العراقيون من الأممالمتحدة، وهل سنكون في موقع يمكننا من تلبية التطلعات". وبعدما عرض زيباري الجداول الزمنية في خطة تمكين نقل السلطة الى العراقيين، رد على الأمين العام قائلاً: "هذه الخطة تفصل بكل وضوح الخطوات التي يجب علينا اتخاذها لاستعادة حقنا بالسيادة الكاملة للعراق، من الإدارة الموقتة الى الإدارة الانتقالية، وحتى تحقيق هدف التوصل الى دستور تاريخي جديد لبلدنا". وزاد: "ان مجلس الحكم العراقي وافق على هذا الجدول الزمني بالاجماع. ونحن نعتبره واضحاً وخالياً من الغموض". وركز على "الخدمات الانسانية" كدور للأمم المتحدة، و"الاغاثة الانسانية" و"التنمية"، والمساهمة في "دعم العملية الانتخابية والسياسية". وعارض زيباري فكرة مساعدة العراق من الخارج وقال: "ان مساعدتكم وخبرتكم لا يمكن ايصالها بفعالية الى العراق من قبرص أو عمان". وبعدما وصف "مجموعة الاتصال" التي شكلها أنان بأن "لا يمكنها أن تكون ذات صدقية"، شدد على "مسؤولية أعضاء الأممالمتحدة في زيادة التعاون معنا والتغلب على خلافاتهم لمساعدتنا في حربنا ضد الارهاب". وحذر من أن "عواقب السماح للارهابيين الانتصار في العراق ستندلع الى ما بعد حدودنا، ولن تكون أي دولة في أمان". وزاد: "ان الأممالمتحدة منظمة فشلت في مساعدة انقاذ الشعب العراقي من استبداد مجرم استمر 35 سنة، ونحن اليوم نخرج من الأرض آلاف الضحايا في شهادة مروعة على هذا الفشل". ونفى مسؤول أميركي اشترط عدم ذكر اسمه ان يكون الوفد العراقي تشاور مع الوفد الأميركي على فحوى الخطاب قبل القائه. وفي تصريحات أمام الصحافة عقب اجتماع المجلس، رفض أنان الرد على اتهامات زيباري. وقال: "هذا ليس وقت اللوم وتوجيه أصابع الاتهام... ولا هو تبادل الاتهامات". وتابع ان زيباري "له الحق بإبداء رأيه... ولا أريد انتقاد خطابه. فالأممالمتحدة قامت بكل ما في وسعها من أجل العراق". وشدد على ضرورة استعادة "الاجماع" والاستفادة من فرصة الخلاص من صدام حسين.