حمل الالبوم الاخير للشاب مامي عنوان "من الجنوب الى الشمال"، وتضمن 13 أغنية في شكل دويتو ثنائي. والملاحظة الاولى أن معظم الاغاني سبق لجمهور أمير الراي أن استمتع بها في الالبومات التي صدرت له من قبل. منها القصيدة الأندلسية الشهيرة "قم ترى" التي أداها مع صديقه الفنان الفرنسي أنريكو ماسياس الذي ولد في الجزائر حين كانت مستعمرة فرنسية. وقد أصر مامي على أن تكون هذه الاغنية ضمن النسخة الجزائرية من الالبوم الجديد، على رغم المنع الذي يطاول بثها في التلفزيون والراديو، تبعاً للمواقف الصادرة عن أنريكو ماسياس بشأن الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، إذ وقف غير مرة في صف الدفاع عن الدولة العبرية، وتعتبر هذه المواقف السبب الرئيس في منعه من تنظيم حفلات في الجزائر على رغم وعود سابقة من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. كما اعاد مامي توزيع اغنيات قديمة مع الفرقة الانكليزية "أصواد" ومغني الراب كمال المتحدر هو الآخر من أصول جزائرية، وتلقى اعماله نجاحاً كبيراً خصوصاً لدى ابناء المهاجرين العرب والأحداث الفرنسيين. أما الدويتوات الجديدة فقد واصل الشاب مامي توسيع دائرة تعاونه فيها مع فنانين عالميين مثل زوكيرو Zucchero المعروف بصوته المتميز، كما أشرك المغنية سهيلة رمان وهي من أصول "ثامولية" نشأت في استراليا وتعلمت الغناء في الهند. ويسعى مامي من خلال هذا التعاون الى تحقيق الانتشار في شبه القارة الهندية، ومنافسة الشاب خالد الذي يحقق أكثر المبيعات في هذه المنطقة. وفي بحثه الدائم عن جمهور جديد أدى مامي أغنية رائعة هي اشبه بالمرافعة ضد العنصرية، وكتب كلماتها موس وحكيم وهما من أبرز عناصر فرقة زبدة الفرنسية الشهيرة بأغانيها الملتزمة. وليس مستبعداً ان ردود فعل ضد الالبوم الخالي من الراي الخالص، لكن مامي سبق له أن برر المزج بين الراي من جهة والراب والروك والريغي من الجهة الأخرى بقوله ان ذلك من شروط العالمية.