تضاربت ردود الفعل العربية على اعتقال صدام حسين واتسم بعض التصريحات الرسمية بالتحفظ. وكانت الكويت التي اجتاحتها قوات صدام عام 1990، الدولة الوحيدة التي سارعت الى الترحيب بنبأ الاعتقال، وجرى اطلاق رصاص الفرح ونظمت حلقات للرقص في بعض مناطق العاصمة. واعرب الشيخ صباح الأحمد عن ارتياح حكومته للنبأ، وذكر ب"الجرائم البشعة التي ارتكبها طاغية العراق تجاه شعبه وما مارسه من ظلم وطغيان بحقه وتبديد لثرواته وهدم للتضامن العربي". وتمنى رئيس مجلس الأمة البرلمان الكويتي جاسم الخرافي: "ان تكون نهاية صدام حسين ازدهاراً للعراق واستقراره". في القاهرة أعلن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن اعتقال صدام "حدث مهم في ظل التطورات والموقف الجاري في العراق"، واصفاً العملية بأنها "نهاية وسقوط كاملين للنظام السابق". وقال ان: "مسألة اعتقال صدام حسين كانت مسألة وقت في ظل قيام القوات الاميركية باعتقال المسؤولين ورموز النظام السابق". وشدد على ضرورة أن يكون للشعب العراقي موقفه في هذا التطور خصوصاً بعدما ظهر من "أعمال غير مقبولة وخطيرة بعد سقوط النظام السابق". وأشار إلى أنه لم يتم اتصال من جانب أي أحد من أعضاء مجلس الحكم الانتقالي مع الجامعة العربية لاطلاعها على تطورات الموقف. واعرب وزير الخارجية المصري احمد ماهر عن امله بأن يساهم اعتقال الرئيس العراقي المخلوع في تسريع عملية نقل السيادة للعراقيين وانسحاب القوات الاجنبية. موكداً للصحافيين انه "تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الاميركي كولن باول ابلغه خلاله باعتقال صدام مساء اول من امس". وفي عمان عبرت الحكومة الاردنية عن املها بأن تكون "صفحة طويت"، داعية الى بناء مؤسسات الدولة سريعاً في العراق. وقالت الناطقة باسم الحكومة اسمى خضر: "نأمل بأن تكون صفحة قد طويت وان يتمكن الشعب العراقي من الاضطلاع بسلطاته في اسرع وقت وبناء مستقبله وفقا لارادة ابنائه بمختلف اطيافهم". في رام الله امتنعت السلطة الفلسطينية حتى وقت متأخر عن اصدار اي رد فعل في حين كان الرئيس العراقي المخلوع يعتبر من ابرز داعمي القضية الفلسطينية، فيما قالت حركتا "حماس" و"الجهاد الاسلامي" ان اعتقال صدام لن يكون نهاية المقاومة العراقية، وطالبت الشعب العراقي بالاستمرار في مقاومة الاحتلال حتى يتم جلاؤه عن الاراضي العراقية. وقال نافذ عزام احد قيادي حركة "الجهاد" انه باعتقال صدام فان اميركا: "تكون قد حققت نصراً رمزياً ومعنوياً بسيطاً جداً ولكن بكل تأكيد هذا النصر لن ينهي المقاومة العراقية التي بدأت ضرباتها توجع القوات الاميركية في العراق". واعرب فلسطينيون عن دهشتهم الشديدة لنبأ اعتقال صدام، داعين العراقيين الى استمرار المقاومة. وفي القدس اعرب الرئيس الاسرائيلي موشي كتساف في تصريح الى الاذاعة العامة الرسمية عن ارتياحه الى نبأ اعتقال صدام. وقال: "انه نبأ جيد لاسرائيل ودليل على ان الاسرة الدولية لن تسمح بان تدعم دولة متغطرسة الارهاب الدولي". من جهته وجه وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز رسالة تهنئة الى نظيره الاميركي دونالد رامسفيلد. قال فيها: "ان القبض على الديتاتور العراقي انما يشكل دليلاً جديداً على تصميم دول العالم الحر بقيادة الرئيس الاميركي جورج بوش، على احالة العناصر الارهابية التي تزرع الموت والدمار والفوضى الى القضاء". وقطعت مختلف شبكات التلفزيون الاسرائيلية برامجها لبث اخبار متواصلة حول الانباء الواردة من بغداد بينما ارتفع سعر الاسهم في بورصة تل ابيب بثلاث نقاط بعد نبأ الاعتقال.