انضم خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي أمس الى منتقدي قرار واشنطن منع معارضي الحرب على العراق من الحصول على عقود لإعمار العراق، فيما تطالبهم بشطب ديونهم. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس أنه لا يعارض الاجراء الذي اتخذته الحكومة الاميركية لمنع ألمانياوفرنسا من تقديم عطاءات خاصة بإعادة الإعمار. وقال في تصريحات خلال قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسيل "إن الامر يعود الى الاميركيين لتحديد الطريقة التي ينفقون بها أموالهم". وفيما حض الزعماء الأوروبيون واشنطن على اعادة النظر في قرارها الذي أثار خلافات جديدة عبر الاطلسي، أكدت ادارة الرئيس جورج بوش التي تدافع عن قرارها بمنع فرنسا والمانيا وروسيا من الحصول على العقود، ان سلطة التحالف الموقتة التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق غير ملزمة بتعهدات التجارة الحرة الاميركية. وقالت الإدارة أن سلطة "التحالف" وكالة دولية وليست هيئة تابعة للحكومة الاميركية ملتزمة بقواعد منظمة التجارة العالمية. لكن الخبراء التجاريين يقولون انه ليس من الواضح ما اذا كانت منظمة التجارة العالمية ستوافق على ذلك، نظراً إلى ان تمويل سلطة التحالف يأتي من الولاياتالمتحدة وحدها. وجدد قادة الاتحاد الاوروبي خلال قمة بروكسيل أمس "تعهد الاتحاد دعم إعادة الإعمار السياسية والاقتصادية في العراق ضمن اطار قرارات مجلس الامن" الدولي. واوضح القادة في الخلاصة المدونة للاجتماعات ان "بيئة أمنية مناسبة" و"دوراً حيوياً" للأمم المتحدة يعتبران "عاملين اساسيين لنجاح" العملية. كما جددت القمة الاوروبية "تنديدها الشديد بالهجمات الارهابية على العراقيين والقوات المتعددة الجنسية والمنظمات الدولية وموظفيها والتي تهدف الى تخريب" إعادة الاعمار. وجددت القمة تأكيد دعمها تسريع الجدول الزمني لنقل السلطة الى الشعب العراقي. وأفاد ديبلوماسيون ان رؤساء الدول وحكومات الاتحاد الاوروبي لم يناقشوا خلال الاجتماع القرار الاميركي باستبعاد بعض الدول التي عارضت الحرب على العراق من إعادة اعماره، وهو الامر الذي اعتبرته المفوضية الاوروبية الخميس "خطأ سياسياً". وقال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني الرئيس الدوري للاتحاد الاوروبي أمس: "يجب ان ندع انقسامات الماضي وراءنا ونتطلع نحو المستقبل. نرغب في رؤية عراق حر ديموقراطي مزدهر". وابلغ سولانا الصحافيين لدى وصوله الى بروكسيل لحضور قمة الاتحاد الاوروبي انه "ليس اكثر القرارات حكمة... ففيما يقول الاميركيون ان هذه الدول لا يمكنها المشاركة في العطاءات يطلبون منها التعاون بتقديم المال وشطب الديون". ولا يعتقد سولانا ان القرار الاميركي ينذر بانقسام جديد بين الاوروبيين بعد الخلافات التي نجمت عن الحرب على العراق. وقال: "هذه المشكلة تم التغلب عليها. انقضى وقت طويل على اليوم الذي بدأت فيه الازمة". ودفع قرار بوش شركات أوروبية الى حساب ما قد تخسره. لكن الخبراء يشككون في ان تحكم منظمة التجارة العالمية بعدم مشروعية القرار الاميركي. وكان سكوت مكليلان الناطق باسم البيت الابيض، قال الليلة قبل الماضية ان هناك فرصة لبعض المرونة عندما سئل عما اذا كانت الدول التي ساهمت في شطب الديون العراقية قد تتأهل للفوز بعقود من 18.6 بليون دولار من التمويل الاميركي. ووفقاً للقرار الأميركي فإن اكثر من 60 دولة مؤهلة للحصول على عقود في العراق منها اليابان وبريطانيا واستراليا وبولندا وايطاليا واسبانيا وتركيا والسعودية والاردن ومصر وجنوب افريقيا والفيليبين ورومانيا. وأيد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الخطوة الأميركية قائلاً ان بعض هذه الدول كان يؤيد نظام الرئيس المخلوع صدام حسين. وأضاف خلال زيارة لقطر الخميس الماضي ان هذه الدول لم تساعد الشعب العراقي وان بعضها عارض الحرب وبعضها الآخر كان يؤيد النظام الديكتاتوري في قمعه لشعب العراق على مدى السنين. من جهتها، أعربت الصين أمس عن قلقها من الخطوة الاميركية، ووصفتها بأنها لا تساعد على تعبئة المجتمع الدولي للانضمام الى جهود الإعمار.