ارتفع سعر الخام في الاسواق الدولية في موازاة انخفاض سعر صرف الدولار، وبالنسبة نفسها تقريباً، وسط اشارات من منظمة "اوبك" عن الاتجاه لخفض الانتاج في الربع الثاني من السنة المقبلة للاحتفاظ بسيطرتها على السوق و"الابقاء على دخول الدول الاعضاء ثابتة مع تراجعها بسبب سعر الدولار المتدني". ومع ان سعر خام القياس الاوروبي "برنت" لم يتجاوز مستوى 30 دولاراً للبرميل في عقود كانون الثاني يناير المقبل الا انه اقترب منه مراراً خلال الاسبوع وسجل وسط نهار امس 29.81 دولار للبرميل، لكن السعر عند الواحدة من بعد ظهر امس بلغ 29.74 دولار للبرميل مرتفعاً 17 سنتاً على اغلاق الخميس. اكد رئيس "اوبك" عبدالله العطية مجدداً امس ان المنظمة قد تُخفض امداداتها خلال اجتماعها المقرر في شباط فبراير المقبل لتجنب فائض محتمل في الامدادات في الربع الثاني من السنة. وابلغ الصحافيين، لدى وصوله الى القاهرة لحضور اجتماع منظمة الاقطار العربية المصدرة للنفط "اوابك"، ان "ما يشغلنا هو الربع الثاني... قلنا اننا سندرس الامر بعناية في الجزائر وبعد ذلك يمكننا اتخاذ قرار وخفض الانتاج قد يكون واحداً من القرارات المحتملة". وتجنب العطية، الذي سيترك رئاسة المنظمة مطلع الشهر المقبل لصالح وزير النفط الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو، اي ربط بين اسعار النفط العالية وبين "الدولار المريض" واكتفى بالحديث فقط عن الجانب الفني من دون التطرق الى الجانب السياسي الداعي الى اعادة تسعير النفط بسلة عملات او حتى انتقاد السعر المتراجع للدولار كما فعل وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي مراراً. وقال العطية: "يجب ان ندرك ان السعر المرتفع للنفط لا علاقة له بنقص الامدادات". مشيراً الى ان احداً لم يشك من نقص امداداته. ورفض العطية افتراضات من جانب الامين العام للمنظمة الفارو سيلفا في الفترة الاخيرة بأن المنظمة ستبحث في بيع النفط باليورو او بسلة عملات بدلاً من الدولار نظراً للقلق من انخفاض قيمة العملة الاميركية. وقال: "لا اعتقد اننا سنبحث في ذلك... لا اعتقد ان هذا هو الوقت المناسب للبحث فيه لان التحول من عملة الى اخرى ليس سهلاً". وتضم "اوابك" السعودية والكويت والعراق والامارات العربية والجزائر وليبيا من اعضاء "اوبك" بالاضافة الى سورية ومصر والبحرين من خارج المنظمة. وليس من صلاحيات "اوابك" وضع سياسات انتاجية. لكن سعر الدولار يمكن ان يناقش على هامش اجتماعاتها على اساس ان دولها جميعاً تبيع نفوطها بالدولار. ويجري تداول الخام الاميركي باسعار تتجاوز 32 دولاراً للبرميل وارتفع سعره نحو دولار منذ ان قررت "اوبك" الاسبوع الماضي الابقاء على سقف انتاجها من دون تغيير. ومع ان سعر "سلة أوبك" انخفض الخميس الى 29.42 دولار للبرميل من 29.64 دولار الاربعاء ليظل بذلك أعلى من النطاق السعري المستهدف بين 22 و28 دولارا للبرميل الا ان اسعار الخام انتعشت في آسيا وفي بورصة نيويورك التجارية نايمكس في التعاملات الالكترونية عبر نظام اكسيس. وكانت اسعار النفط الخام تعرضت لضغوط بيع في نيويورك بسبب اعتدال درجات الحرارة في شمال شرقي الولاياتالمتحدة ومع تراجع اسعار الغاز الطبيعي على رغم الهبوط الكبير في المخزونات في اعقاب ارتفاعها في الاونة الاخيرة. ورفعت عمليات شراء خفيفة لتغطية مراكز البيع العقود الآجلة للنفط الخام في نايمكس لكنها لقيت بعض المقاومة فوق 32 دولاراً للبرميل. وقادت أسعار منتجات النفط والغاز الطبيعي الاميركية السوق بعد توقعات بطقس بارد الاسبوع المقبل في شمال شرقي الولاياتالمتحدة السوق الرئيسية لزيت التدفئة. وارتفعت الاسعار الى أعلى مستوياتها منذ ثلاثة أسابيع في وقت سابق من الاسبوع بعد عاصفة ثلجية في الولاياتالمتحدة ودلائل جديدة من "أوبك" على انها تعتزم الدفاع عن مستويات مرتفعة من الاسعار. وارتفع سعر زيت التدفئة في بورصة نايمكس الاميركية 0.67 سنت الى 89.15 سنت للغالون وارتفع سعر البنزين في عقود كانون الثاني 0.62 سنت الى 87 سنتاً للغالون. وتدعمت الاسعار منذ صدور بيانات رسمية أميركية أظهرت خفضاً كبيراً قدره 6.4 مليون برميل في مخزونات الخام. وأشارت ادارة معلومات الطاقة الاميركية مساء الخميس الى خفض قدره 111 بليون قدم مكعبة من مخزونات الغاز الطبيعي في أسبوع. وارتفعت أسعار السولار في بورصة النفط الدولية في لندن 2.25 دولار للطن الى 263.5 دولار.