دخلت قطروالإمارات مرحلة تنفيذ أول مشروع لنقل الغاز بالأنابيب بين دولتين في مجلس التعاون الخليجي، ووقع النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء القطري وزير الطاقة والصناعة عبدالله العطية والرئيس التنفيذي لشركة "دولفين للطاقة" أحمد علي الصايغ أمس "خطة التطوير النهائية لمشروع غاز دولفين" الذي سينقل الغاز القطري الى الإمارات عبر الأنابيب مطلع سنة 2006. وقال مسؤولون في "دولفين" ل"الحياة" إن الكلفة الإجمالية للمشروع تصل الى نحو 3.7 بليون دولار، وتتوزع بين 3 بلايين دولار لإقامة منشآت المشروع في قطر وهي عبارة عن المنصات البحرية و24 بئراً للغاز، إضافة الى ما بين 500 مليون و700 مليون دولار لمد خط الأنابيب. وستنتج "دولفين" الغاز الطبيعي من حقل الشمال القطري، وستتم معالجته في معامل راس لفان الصناعية، ثم يُنقل الى الإمارات عبر خط أنابيب. وقال مسؤولون في شركة "قطر للبترول" إن المشروع سيصل الى كامل طاقته الإنتاجية بعد سنتين من بدء التشغيل، بطاقة تبلغ بليوني قدم مكعبة من الغاز يومياً إضافة الى نحو 100 ألف برميل من المكثفات يومياً، ونحو 8 آلاف طن يومياً من السوائل. ويعكس بدء تنفيذ "قطر للبترول" و"دولفين" المشروع آفاق العلاقات القطرية - الإماراتية. وقال العطية: "إن المشروع وجد دعماً سياسياً من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ورئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان". ولفت الى أن المشروع "ريادي لمنطقة الخليج ويفتح الباب أمام شبكة غاز خليجية". ورداً على سؤال ل"الحياة" عن أهمية المشروع للدول الخليجية قال العطية: "إن الكلام في السابق في منطقة الخليج كان عن بناء شبكة غاز خليجية موحدة، ودرس مجلس التعاون الموضوع، الذي دخل في دهاليز البيروقراطية الحكومية، وما حدث الآن مشروع دولفين جاء ليضع لبنة أساسية في عملية التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون، والبداية بين قطروالإمارات". وأعرب عن اعتقاده أن هذا المشروع سيكون من أفضل المشاريع في المنطقة وسيصل الغاز القطري الى الإمارات خلال سنتين ونصف السنة. وأشار العطية الى أن المشروع يرتكز الى "اقتسام الإنتاج"، مشيراً الى أن الالتزامات الأولية المالية ستتكفل بها "دولفين". وأكد أن المستقبل سيشهد زيادة كمية الغاز الذي سينقله خط الأنابيب. وقال الرئيس التنفيذي ل"دولفين" إن الأعمال الفعلية للمشروع "ستبدأ في الأسابيع القليلة المقبلة". وتوقع أن تكتمل عملية تمويل تنفيذ المشروع في نهاية سنة 2004. وعلم أن 70 في المئة من التمويل ستأتي عن طريق القروض. وأبدى العطية ارتياحه واطمئنانه لعملية التمويل مشيراً الى "أن شركاء دولفين من أفضل الشركات إضافة الى حكومة أبوظبي". وقال الصايغ: "إن الاتفاق الذي يستمر 25 سنة سيمتد الى ما لا نهاية". واضاف: "ان الشركاء في دولفين يتحملون مصاريف التمويل، وإن السوق الإماراتية هي السوق الرئيسية لغاز دولفين، لكن بالتشاور مع قطر للبترول باستطاعتنا تصدير الغاز الى سلطنة عمان إذا كانت هناك حاجة لذلك في السوق العُمانية". ووصف الصايغ خط الأنابيب الذي سينقل الغاز القطري الى الإمارات بأنه أطول وأكبر خط في المنطقة ويزيد طوله على 400 كلم وقطره 48 انشاً ويمتد تحت مياه الخليج، وسيتم الأيام المقبلة توقيع اتفاقات مع شركات لبناء المشروع.