كشف تقرير أمني أعد حديثا أن الجماعات الإسلامية المسلحة اغتالت خلال الفصل الثالث من السنة الجارية 56 مدنيا فيما تمكنت قوات الجيش الجزائري ومصالح الأمن من قتل مئة وعنصرين مسلحين وإلقاء القبض على 17 ناشطا مسلحا و46 عنصرا في شبكات الدعم والإسناد للجماعات المسلحة، بينهم 15 امرأة. وسجل التقرير الذي نشرته صحف محلية أمس، حصيلة المواجهات بين قوات الأمن والجماعات المسلحة من مطلع حزيران يونيو إلى نهاية ايلول سبتمبر الماضي وجاء فيه أن 15 عنصرا مسلحا سلموا أنفسهم إلى قوات الأمن الجزائري قصد الاستفادة من تدابير تخفيف العقوبات، وفي المقابل تم اعتقال 13 عنصرا من الحرس البلدي بسبب دورهم في "تجاوزات" شهدها عدد من المناطق شرق الجزائر. ولاحظ التقرير أن ولايتي عين الدفلى 150 كلم غرب والشلف 250 كلم غرب شهدتا تراجعا قياسيا في عدد ضحايا الجماعات المسلحة للمرة الاولى منذ تصاعد أعمال العنف سنة 1992. وتنشط في هذه المناطق الجبلية كتائب تابعة لتنظيم "الجماعة الإسلامية المسلحة" الذي يقوده رشيد أوكالي المدعو أبو تراب الرشيد وتنظيم "حماة الدعوة السلفية" الذي يتزعمه محمد بن سليم المدعو سليم الأفغاني والذي قررت واشنطن، قبل أسبوعين، تجميد كل ودائع عناصره في الولاياتالمتحدة الأميركية. ولم يشمل التقرير العملية الناجحة التي قام بها الجيش الجزائري ضد معاقل "كتيبة الفتح" التابعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال في مرتفعات جبال البابور بولاية سطيف 300 كلم شرق والتي اسفرت في شهر تشرين الاول أكتوبر الماضي عن قتل عشرة مسلحين واعتقال 17 عنصرا آخر إضافة إلى تحرير 36 امرأة و84 طفلا. "القائمة السوداء" الأوروبية إلى ذلك دعا وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم الترويكا الأوروبية إلى ضرورة التعاون مع الجزائر في المجال الأمني بهدف المساهمة في تقليص أعمال العنف التي تشهدها منذ سنوات. وأوردت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أمس، أن بلخادم طلب من الاتحاد الأوروبي ضرورة "إدراج الجماعة الإسلامية المسلحة والجماعة السلفية للدعوة والقتال ضمن قائمة المنظمات الإرهابية التي تحضر نشاطها أو تمويلها فوق التراب الأوروبي". وكانت واشنطن أدرجت التنظيمين المسلحين ضمن "القائمة السوداء" للتنظيمات الإرهابية مباشرة بعد أحداث 11 ايلول سبتمبر 2001. وأكد بلخادم خلال لقائه أعضاء الترويكا الأوروبية، ليل الاثنين الثلثاء، في العاصمة الإيطالية روما، ان "الإرهاب لم يعد يشكل خطرا على مؤسسات الدولة لكنه يتغذى من تطور الشبكات الإرهابية في الخارج ومصادر تمويلها وطرق نشاطها".