يشكل مقتل 16 جنديا اميركيا عبر اسقاط المروحية التي كانت تقلهم في العراق الأحد، تحديا جديدا لادارة الرئيس جورج بوش ويعيد إطلاق التساؤلات في الولاياتالمتحدة حول السياسة الاميركية ازاء هذا النزاع. وتضاف الانتكاسة الجديدة الى لائحة الضربات القاسية التي تلقاها الجيش الاميركي والتي تلقي بثقلها يوميا على الاوضاع السياسية الاميركية قبل سنة من الانتخابات الرئاسية. وتجتاح بلدة جنوا الشمالية في ولاية ايلينوي الاميركية مشاعر حزن وغضب وتنهمر الدموع بعد أكبر عدد للقتلى بين الجنود الاميركيين في العراق في هجوم واحد منذ اطاحة صدام حسين في نيسان أبريل. وفقد كل من سكان جنوا الواقعة على بعد نحو ساعة بالسيارة غرب شيكاغو اما قريبا او صديقا او جارا بعد اسقاط طائرة الهليكوبتر الأميركية من طراز تشينوك يوم الاحد قرب بلدة الفلوجة في العراق، مما أسفر عن مقتل ال16 جنديا واصابة 21 آخرين. وفي مقهى جنوا في البلدة كانت بام سيترون 45 سنة تقدم النقد للسياسة الأميركية مع المقانق والبيض والقهوة، فقالت أول من أمس عن شقيقها الذي أصيب في هجوم سابق في العراق "ليس من العدل ان يصاب شقيقي" هناك. ورد أحد زبائن المقهى ويدعى جين ليل ويبلغ من العمر 69 سنة: "انا ضد ما نفعله هناك وموقفي لم يتغير... أشعر اننا نحاول ادارة العالم بالكامل وليس من المفترض ان تسير الامور بهذه الطريقة". وكان ليل مدربا لاحد اشقاء اللفتنانت أول برايان سلافيناس الذي كان يقود الطائرة الهليكوبتر تشينوك وقتل في الهجوم. وقال والد سلافيناس عن ابنه وهو يقف في غرفة الاستقبال في منزله "كان... ودودا ومتواضعا وصادقا ومهذبا ويمكن الاعتماد عليه". وسلافيناس ابن مهاجر ليتواني وأصغر فرد في عائلة لها تاريخ في الخدمة العسكرية. وقال أريك 39 سنة شقيق سلافيناس "لم يكن يتحتم عليه سلافيناس الذهاب الى هناك ولكنه قرر الذهاب من أجل الواجب. كان يشعر ان واجبه خدمة بلاده. كعائلة نحن نحب العسكرية. لا يمكننا ان نقول اي شيء سيئ عن السياسة الاميركية ولكن يتحتم علينا ان نكون أكثر حرصاً. ووفقا لاستطلاع للرأي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" مطلع هذا الأسبوع وردا على السؤال: اذا جرت الانتخابات المقررة لعام 2004 الآن هل تصوت لجورج بوش الجمهوري او للمرشح الديموقراطي؟ اختار 48 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع الرئيس بوش في حين اختار 47 في المئة المرشح الديموقراطي.