من المعتاد أو البديهي أن نرى في عروض الأزياء تصاميم أو ألواناً للملابس بحسب الفصول والمناسبات. لكن في السنوات الأخيرة باتت هذه الموضة تحدد بالحروب، ففي تونس مثلاً ومع بداية الانتفاضة تسلقت الكوفية الفلسطينية إلى أكتاف الكثيرين حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الهندام وخصوصاً بين الشباب. ويرى منصف وهو طالب يدرس الموسيقى، ان ارتداء الكوفية هو تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني. وتسانده صديقته في هذا الموقف: "ان ارتداءنا الكوفية التي ترمز الى الشعب الفلسطيني ما هو إلا تعبير بسيط عن وقوفنا الى جانبه في معاناته". حتى ان سعر الكوفية ارتفع، إلا أن هذا لم يصرف الكثيرين عن اقتنائها. وفي الحرب على العراق، كان لأصحاب المحال التجارية حصة، إذ انتشرت الملابس ذات اللون الأخضر العسكري أو المموهة حتى كاد المرء يخال نفسه يسير في ساحة حرب. شبان وفتيات اقتنوا هذه الملابس وتنافس أصحاب المحال على الزبائن باللعب على وتر الأسعار، خصوصاً ان معظم التصاميم متشابهة. ويقول محمد علي الذي يعمل في محل للألبسة يقع في مجمع تجاري كبير وسط تونس العاصمة: "اضطرارنا الى تخفيض الأسعار كي نتجنب الكساد والخسارة". وكانت الفتيات أكثر فئة انتشرت بينها هذه الموضة، إذ مالت غالبيتهن الى ارتدائها لأنها أصبحت نوعاً من الصرعة الجديدة. وتقول إيمان وهي طالبة صحافة: "ان ارتدائي هذه الألوان والتصاميم ما هو إلا تماشٍ مع ما هو دارج في هذه الأيام. فغالبية صديقاتي كما ترى يرتدينها". من الغريب أن تحدد الموضة بحسب الحروب في العالم. لكن من الواضح ان الحروب اخترقت الحدود ودخلت البلدان من دون إذن مرور، وصار تأثيرها في العقول في مختلف المجالات كألعاب الكومبيوتر والأغاني وبقية الصرعات الشبابية.