سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعم أن حكومته أزالت 43 نقطة استيطانية "غير مجازة" رافضاً اخلاء مستوطنة "نتساريم". شارون يذكّر بأنه كان اقترح تقسيم الضفة والقطاع ويلتزم اكمال "الجدار"!
لم تحمل تصريحات جديدة لرئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون أمس أي اشارة جدية إلى احتمال أن تحقق مبادرة سياسية جديدة قال إنه يعكف على صوغها، اختراقاً فعلياً للجمود السياسي المتواصل. وباستثناء حديث فضفاض عن ان إسرائيل ستتنازل عن أراضٍ، عاد إلى لغة التهديد والوعيد للفلسطينيين من "عواقب" رفضهم املاءاته، موضحاً في الآن ذاته ان الزجر الأميركي الخجول في شأن جدار الفصل في الضفة الغربية والاستيطان اليهودي في الضفة وقطاع غزة، لم يعد يفيد، فاتحاً النيران أيضاً على "وثيقة جنيف" التي أبرمتها شخصيات إسرائيلية يسارية وفلسطينية تناولت ملامح التسوية الدائمة للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. حذر رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون الفلسطينيين من أن الوقت المتبقي أمامهم لاستئناف المفاوضات السياسية "ليس غير محدود"، وان لصبر إسرائيل حدوداً قد ينفد عندها وحينها ستتخذ اجراءات أحادية الجانب في حال لم تقم السلطة الفلسطينية بمكافحة الإرهاب، مهدداً أن على الفلسطينيين أن يدركوا أنّ ما لم يحصلوا عليه اليوم قد لا يحصلون عليه في المستقبل، زاعماً أنهم لو حاربوا الإرهاب "ربما ما كنا نبني الجدار"، مضيفاً ان بناء الجدار سيتواصل، بل سيتم تسريعه ل"حيويته" بالنسبة إلى أمن إسرائيل، وأنه ملتزم شخصياً اتمام هذا المشروع. وكان شارون يتحدث إلى رؤساء تحرير وسائل الإعلام العبرية في لقاء سنوي تقليدي لمناسبة ذكرى قرار تقسيم فلسطين عام 1947. وتوقع محللون أن يأتي رئيس الحكومة على تفصيل "التنازلات المؤلمة" التي يحملها منذ عامين كرواية لا يمل تكرارها، كما انتظروا أن يفصح عن "الأفكار السياسية" الجديدة التي أبلغ وزراءه الأحد الماضي أنه بصدد الإعلان عنها قريباً وسط تلميحات إلى أنها قد تشمل اخلاء مستوطنات نائية. ورأى المحللون أن تصريحات أمس وأخرى قد تعقبها في "مؤتمر هرتسليا" السنوي يراد منها تظاهر شارون بالاعتدال بهدف استرجاع شعبيته المتناقصة في أوساط الإسرائيليين واجهاض أي مبادرة جديدة قد تطلقها جهات إسرائيلية أخرى وتحرجه دولياً. وعن "التنازلات المؤلمة" اكتفى شارون بالاشارة إلى أن إسرائيل لن تكون في نهاية المطاف في كل الأماكن التي تسيطر عليها الآن، ما فسّره مراقبون إعلان استعداده الانسحاب من بعض الأماكن المحتلة، مضيفاً انه كان اقترح في الماضي تقسيم المناطق المحتلة عام 1967 بين إسرائيل والفلسطينيين لتفادي ضغط دولي يرغم إسرائيل على الانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967. ورداً على أسئلة الصحافيين، قال شارون إنه مستعد للقاء نظيره الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء، لكنه سيختبره بالأفعال، أي محاربة الإرهاب، حسب تعبيره، لا بالأقوال والوعود، مضيفاً ان سلطات الاحتلال ستواصل نشاطاتها في الأراضي الفلسطينية وعمليات التوغل والاعتقالات "لإحباط عمليات إرهابية". ودعا الفلسطينيين إلى تطبيق "خريطة الطريق" الدولية باعتبارها الخطة السياسية الوحيدة التي ستقود إلى تحريك العملية السلمية. واعتبر شارون مسألة النقاط الاستيطانية العشوائية التي اقيمت في عهد حكومته مسألة إسرائيلية - أميركية لا شأن للفلسطينيين فيها، مضيفاً ان قضية الاستيطان هي من قضايا الحل الدائم، رافضاً الالتزام باخلاء مستوطنة "نتساريم" في قطاع غزة. ولمح إلى أن عدداً من النقاط الاستيطانية تحظى "بأهمية أمنية" بالنسبة إلى إسرائيل، ما يعني أنه لن يتم تفكيكها، زاعماً أن 43 نقطة "غير مجازة" قد ازيلت. وهاجم شارون "وثيقة جنيف"، التي تقول بوجوب قيام دولة فلسطينية وازالة مستوطنات والاعتراف بالقدس عاصمة مشتركة، وادعى أن الترويج لها أضرّ بإسرائيل وبمصالحها بل وأحرجها. وزاد ان الحكومة وحدها هي المخولة اجراء مفاوضات سلمية مع الفلسطينيين "أما الوثيقة المذكورة فهي خطأ". ورفض مقارنتها باللقاء الذي يجري في لندن بين شخصيات إسرائيلية منها نجله عومري، وفلسطينية أبرزها العميد جبريل الرجوب. وقال إنه يندرج ضمن لقاءات إسرائيلية - فلسطينية كثيرة تمت في السنين الأخيرة. وأشاد رئيس الحكومة بالعلاقات المميزة "وغير المسبوقة" مع واشنطن، مشيراً إلى أن ثمة قضايا مختلف عليها، خصوصاً الاستيطان والجدار وأوضاع الفلسطينيين، مكرراً أن إسرائيل لن تتنازل في أي مسألة تتعلق بأمنها وأمن مواطنيها. ورفض الرد المباشر على سؤال عن احتمال اطلاق سراح عميد الأسرى اللبنانيين سمير قنطار في إطار صفقة تبادل الأسرى الجاري بلورتها مع "حزب الله"، وقال إنه يفضل عدم الخوض في مسائل حساسة من هذا القبيل "بل معقدة تعمل جهات مختلفة على دفع المفاوضات". وقال إن الاتصالات مستمرة "على رغم أن محاولات حزب الله وجهوده لاختطاف إسرائيليين لم تتوقف".