أعرب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمس غداة وصوله المفاجئ الى العاصمة العراقية في زيارة غير معلنة لأسباب أمنية، عن اقتناعه بأن العنف سيتراجع بعد نقل السلطة الى العراقيين ويساعد في بقاء العراق موحداً. وقال في مؤتمر صحافي في بغداد: "بالطبع، الكل يدرك ان ثمة مشاكل أمنية في العراق. وأنا شخصياً لم أقلّل أبداً من خطورة هذه المشاكل". وتابع: "لكن ما استنتجته، وأنا مقتنع بذلك، ان حياة عدد كبير من العراقيين تحسنت بشكل كبير، وسنشهد تحسناً أكبر أيضاً عندما سنتمكن من تجاوز الوضع الأمني". وأضاف ان "إحدى الوسائل الأساسية لضمان ذلك هي العمل على نقل السلطة بأسرع وقت ممكن الى العراقيين". وتأتي زيارة سترو لبغداد التي زارها في تموز يوليو الماضي، بعد سلسلة من الاعتداءات على مراكز للشرطة وأهداف مدنية أخرى خلال شهر رمضان. ويزور أيضاً مدينة البصرةجنوب التي تقع تحت إدارة قوات الاحتلال البريطاني التي يبلغ عددها 9800 جندي يتمركزون في جنوبالعراق. وقال سترو الذي تعتبر بلاده الحليف الأكبر للولايات المتحدة في الملف العراقي "ان الهدف الرئيسي لزيارتي هو التحدث الى اعضاء مجلس الحكم الانتقالي العراقي في عملية نقل السلطة". وأضاف: "لا يمكنني تحديد موعد انسحاب تام للقوات البريطانية. ما يمكنني قوله وأنا متأكد من التحدث باسم الاميركيين وقوات التحالف الاخرى، هو اننا سنبقى طالما رغب بذلك الشعب والحكومة في العراق وكان لدينا عمل نقوم به". وأضاف: "لكنني واثق من ان الجمع بين العملية السياسية والجهود العسكرية سيضمن ان يكون هناك انتقال وفقاً لجدول زمني في نهاية حزيران يونيو وان العراق سيكون أفضل بكثير نتيجة انتقال" السلطة. وقال الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر الثلثاء ان أنصار الرئيس المخلوع صدام حسين يسعون الى "ترهيب" العراقيين عبر استخدام تكتيك جديد في هجماتهم. فيما اعلن سترو ان من المهم بحث الحقائق السياسية والعسكرية عند معالجة غياب الأمن الذي يسود العراق الآن والذي يعرقل جهود الإعمار. واضاف: "كلما أعطينا للعراقيين نصيباً أكبر في تحديد مستقبلهم وهيكلاً سياسياً مستقراً يعملون في إطاره كلما أصبحوا أكثر التزاماً بالمستقبل وكلما فكر عدد أصغر في ان الإرهاب أو الإذعان للإرهاب وسيلة للمضي قدماً". وأكد أن "المسألة الرئيسية هي نقل السلطة ممن يتولاها الآن رسمياً وهو التحالف الى الشعب العراقي في أسرع وقت ممكن للتأكد من المحافظة على سلامة أراضي العراق". وأضاف ان هذا الإجراء سيضمن بقاء العراق بطوائفه العرقية والدينية المختلفة "موحداً وان يشهد مستقبلاً افضل".