أبلغ ضباط كبار في الجيش الأميركي وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أن عملية استبدال أكثر من 100 ألف جندي في العراق العام المقبل ستشكل خطراً كبيراً على القوات الأميركية هناك، فيما قال مسؤولون إنه ينبغي لهذه القوات التي ستكون معرضة لهجمات المقاومة خلال عملية الاستبدال أن تعد نفسها جيداً قبل هذه المرحلة. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس عن مسؤولين في البنتاغون أن القلق نابع من عوامل عدة، منها زيادة عدد الجنود لفترة قصيرة خلال عملية الاستبدال، حيث سيتحتم عليهم عبور مناطق خطرة وغير مألوفة قبل وصولهم إلى القواعد الآمنة. وقال ضابط كبير: "ستكون هناك حركة كثيفة وانتقال قوات كثيرة. وهذا بحد ذاته يثير لدينا قضايا خطيرة تتعلق بحماية القوات". لكن القيادة العسكرية في العراق مع اعترافها بهذه المخاطر تقول أن التخطيط الجيد كفيل بالقضاء عليها. ووفقاً لمسؤولين في البنتاغون من المقرر أن يستفيد القادة العسكريون من زيادة حجم القوات خلال فترة الاستبدال، ما ينطوي عملياً على ازدياد القوة التي يوظفها الجيش الأميركي في العراق خلال تلك الفترة من دون الحصول على إذن سياسي خاص بذلك. وقالوا أن قائد القوات الأميركية والحليفة في العراق الجنرال جون أبي زيد بدأ عملياً التخطيط لعمليات الهدف منها فرض المزيد من الاستقرار في العراق، ثم القبض على المقاتلين المعادين للأميركيين أو قتلهم، لكنهم رفضوا الحديث بالتفصيل عن أي خطط في هذا الخصوص. ووفقاً لخطة الاستبدال من المنتظر أن يصل إلى العراق 105 آلاف جندي أميركي جديد ليحلوا مكان ال130 ألف جندي الموجودين هناك حالياً. وتتضمن الخطة الأميركية نقل فرقة "الفرسان" الأولى من ولاية تكساس الأميركية للعراق، وكذلك فرقة المشاة الأولى الموجودة حالياً في ألمانيا. لكن مسؤولي البنتاغون يقولون أنه خلال النقاش الذي دار حول خطة الاستبدال تم إبلاغ رامسفيلد أن وصول العديد من الجنود إلى العراق سيعني زيادة عدد الأهداف التي ستصبح متوافرة لهجمات المقاومة العراقية. وأعلن البنتاغون ليل الثلثاء أن الحرس الوطني الأميركي وقوات الاحتياط ستشارك في المهمات القتالية في العراق خلال العام المقبل لتحل محل قوات الجيش، وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الاخبارية التلفزيونية. وقال أن تلك القوات ستكون قادرة على التحرك بسهولة أكثر لأنها مزودة بعربات "همفي" المدرعة عوضا عن الدبابات. ومن المنتظر أن تشكل قوات الاحتياط والحرس الوطني ما نسبته 40 في المئة من القوات المتواجدة في العراق، بعدما تكون وزارة الدفاع غيّرت شكل قواتها بشكل كبير خلال العام المقبل. وتقوم القوات الأميركية حالياً بتدريب فريق يتكون من خمسة آلاف جندي في الكويت سيتم توزيعهم في المثلث السني شمال بغداد، حيث تتعرض القوات الأميركية لهجمات قاتلة يومياً. وتتميز هذه القوات بامتلاكها معدات معقدة تمكنها من التعرف على أماكن المسلحين العراقيين. وأقر الجيش الأميركي خطة تتضمن ارسال 100 ألف جندي أميركي للعراق خلال بدايات العام المقبل 2004 تتضمن أيضاً استدعاء 40 ألف من عناصر الحرس الوطني وقوات الاحتياط لقضاء فترة عام واحد في العراق. ووفقاً لخطة تم الإعلان عنها في الصيف الماضي، كان من المفترض أن تستبدل الفرقة 101 المحمولة جواً، بقوات دولية متعددة الجنسية، ولكن الدول المعنية لم تلتزم حتى الآن بتوفير أعداد من القوات تسمح بتنفيذ الخطة. وأوضحت مصادر البنتاغون أن القوات الأميركية التي ستحل محل عناصر الفرقة 101 ستكون أقل من حجم القوات التي ستغادر العراق، نظراً لهدوء الأوضاع في المنطقة الشمالية من العراق حيث تنتشر عناصر تلك الفرقة.