قتل 32 من الطلاب الأجانب الذين يتابعون دروسهم في موسكو وجرح عشرات آخرون من بينهم عرب، عندما نشب حريق يعد الأسوأ من نوعه في سكن مخصص للطلاب الأجانب جنوب العاصمة الروسية. ووقع الحادث في ساعة متأخرة ليل الأحد - الاثنين في احد المباني التابعة لجامعة باتريس لومومبا المعروفة باسم "الصداقة بين الشعوب". وظهرت مؤشرات الى احتمال ان يكون الحريق متعمداً. وأشارت التحقيقات الأولية الى ان تماساً كهربائياً تسبب في اندلاع الحريق في احد غرف المعيشة التي كانت تقطنها ثلاث طالبات جدد من نيجيريا قتلن جميعاً، قبل ان تمتد ألسنة النيران بكثافة الى انحاء المبنى. وأفيد أن غالبية القتلى هم من الصين وفيتنام وأفغانستان، فيما جرح اكثر من150 شخصاً آخرين من بينهم اربعة يمنيين. ورجحت مصادر طبية ارتفاع عدد القتلى بعدما وصفت اصابات عشرات بأنها بالغة الخطورة. ويعد المبنى المكوّن من خمس طبقات، احترقت ثلاث منها بالكامل، احد المساكن الجامعية المخصصة للطلاب الجدد. وقالت مصادر في ادارة الجامعة ان اكثر من 500 طالب من جنسيات مختلفة يعيشون في هذا السكن، غالبيتهم من الصين وأفغانستان وفيتنام، اضافة الى عدد من الطلاب اللبنانيين واليمنيين والمغاربة. وأعلن ان المصابين اليمنيين الاربعة في حال الخطر وهم: حسن الحولاني وأمين راجح ومحمد السعدي ونبيل الصبري. وقالت مصادر طبية ان ثلاثة منهم اصيبوا بكسور خطرة بعدما قفزوا من الطبقة الرابعة الى الأرض، وأدخل الحولاني الى غرفة الإنعاش وذكر الأطباء ان حاله بالغة الخطورة. ونقل شهود وقائع مروعة عن عشرات الطلاب الذين قفزوا من النوافذ بعدما سدت النيران طريق النجاة امامهم. وأكدت مصادر طبية ان غالبية القتلى لقوا مصرعهم من جراء تنشقهم الدخان الكثيف او الغاز القوي الذي استخدمه رجال الإطفاء للسيطرة على الحريق. وكان المحققون ارجعوا ارتفاع عدد الضحايا الى الأحوال الجوية السيئة التي اعاقت وصول المنقذين، إذ كانت موسكو شهدت هطولاً كثيفاً للثلوج هو الأسوأ من نوعه منذ بداية الشتاء. وأعلنت مصادر حكومية روسية انها ستقدم معونات عاجلة للمتضررين. وذكرت ناطقة باسم الحكومة انها بدأت اتصالات مع الممثليات الديبلوماسية لدول الضحايا. وذكرت ل"الحياة" مصادر في ادارة الجامعة ان جميع الطلبة سينقلون من المبنى المحترق الى فندق جامعي ريثما يتم تجهيز سكن جديد او إعادة ترميم السكن المحترق. ولفت الحادث الأنظار الى اوضاع المساكن الطالبية في موسكو، ذلك ان غالبيتها لم تخضع لترميم منذ عشرات السنين وتخلو من اي تجهيزات ضد الحرائق. وأعلن وزير الثقافة فلاديمير فيليبوف في وقت لاحق، ان الشرطة اعتقلت احدى الطالبات من دولة افريقية للاشتباه في انها تملك معلومات عن اسباب اندلاع الحريق. وقال فيليبوف في مؤتمر صحافي عقده امس، ان جهات التحقيق تشتبه في احتمال ان يكون الحادث مدبراً، بعدما كانت مصادر استبعدت هذا الاحتمال في السابق. وذكر الوزير ان الطالبة ربما كانت واحدة من النيجيريات اللواتي تسببن في اشعال الحريق إما في شكل متعمد او خطأ.