سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حجم الاستثمار فيها يصل الى450 مليون دولار وتكتمل بعد خمس سنوات ."قرية المشرف النموذجية" حركة تطوير لم تتوقف منذ 1995 تجسد القرية اللبنانية بقرميدها الأحمر وحجرها وتستعيد الجنة الخضراء
"قرية المشرف النموذجية" الممتدة على مساحة ثلاثة ملايين متر مربع، وتقع على التخوم الجنوبية للعاصمة بيروت تبعد 20 كيلومتراً عن الوسط التجاري، لم تكلّ فيها حركة التطوير العقاري منذ بدء ورشة البناء العام 1995، ولن تتوقف الى حين انجاز "الفكرة - الحلم" كما يصفها أصحاب المشروع "الأكبر في لبنان من حيث الحجم والاستثمار المقدر بنحو 450 مليون دولار". اما اكتمال "هذا الحلم" فمتوقع بعد خمس سنوات. وتجسّد "قرية المشرف النموذجية" مواصفات التراث المعماري اللبناني المكوّن من الحجر والقرميد الاحمر، وتستعيد الجنة الخضراء التي يفقدها لبنان يومياً بعدما نهشت الكتل الاسمنتية القاسية مساحات شاسعة من طبيعته الخضراء. وتتميز أرض المشروع بطبيعتها الانحدارية لتجعل ارتفاعها عن سطح البحر بين 30 متراً و600 متر، ليصل الفارق في درجات الحرارة الى أربع. وعلى وسع مساحتها فهي تتبع ادارياً لثلاث بلديات لقرى المشرف والدامور وكفرمتى، ما يعني أنها تتبع لقضائي عاليه والشوف. اكتفاء ذاتي ولتستحق فعلاً تسمية "القرية" ولتحقق الاكتفاء الذاتي لساكنيها، ستضيف الشركة المنفّذة للمشروع الى المسكن والمدرسة والجامعة والمستشفى والنوادي الترفيهية القائمة الآن، مرافق جديدة لتوفّر لهم ما بقي من خدمات تغني المقيمين فيها عن الخروج منها لتأمين المتطلبات الحياتية. وستباشر ببناء مركز تجاري ضخم، و"أكوا بارك"، وسوق تراثية، ومنتجع صحي سياحي. ولن يتوجه المشروع فقط الى المغتربين اللبنانيين أو المواطنين العرب، والذي يسكن فيه الآن نحو 200 عائلة كانت تعيش في الاغتراب 95 في المئة من المالكين، بل خصّ ايضاً اللبنانيين المقيمين من الطبقة الميسورة بمشروع فيلات متلاصقة تتفاوت مساحة الواحدة منها بين 220 و320 متراً مربعاً مع حديقتها، وتناسب كلفتها قدراتهم الشرائية، وتلائم تطلعاتهم للسكن في جوار هادئ مطل تملؤه الطبيعة الخضراء. تاريخ المشروع تعود فكرة المشروع الى عقدي الستينات والسبعينات بقيام شركة مساهمة بتنفيذ مشروع صغير كانت مساحته 500 ألف متر مربع، وبعد انتهاء الحرب توسع ليصبح الأكبر عقارياً في لبنان. وقال مساعد المدير العام للتسويق والمبيعات علي الأسعد ل"الحياة" ان "مالكي المشروع هم المقيمون فيه أي الذين تملكوا، وتولّت الشركة صاحبة المشروع تطوير هذه المساحات التي كانت عبارة عن غابات، وجهّزتها بالبنى التحتية من طرق وأرصفة وكهرباء بتمديدات تحت الارض وصرف صحي ومياه وإتصالات ونظام أمني متكامل. ولم تشوّه التصاميم الطبيعة الخضراء لهذه الارض بل حافظت على مساحات شاسعة من الاشجار والخضار". ولفت الى الاستعانة بمهندس زراعي فرنسي مقيم في المشروع "يتولى صيانة الطبيعة ويعمل في المشتل الخاص بالمشروع على تطوير نباتات وأنواع من الازهارمستعيناً بما أغدقت الارض اللبنانية من أصناف". ورأى الأسعد أن "توفير كل هذه الخدمات أساسي لتأمين النمط ذاته الذي اعتاد عليه المغترب في الخارج، فضلاً عن طمأنة رب العائلة الذي لا يزال يعمل في الخارج الى أن عائلته في أمان أثناء غيابه". الحجر والقرميد تفرض الشركة في احدى المواصفات الا تتعدى مساحة البناء نسبة 30 في المئة من مساحة الارض واستعمال ال70 في المئة للحدائق المحيطة بكل فيلا. وقال الاسعد ان "النظام المعماري الذي فرضناه أعطى المشروع طابعاً مميزاً جمع التراث المعماري اللبناني والمساحات الخضر على امتداده". وأضاف: "فرضنا ايضاً بناء طبقتين فقط للحفاظ على اطلالة كل موقع على المناظر الطبيعية والتي تصل الى البحر، وتساعد الطبيعة الانحدارية للموقع على توفير هذه الاطلالة لكل الفيلات، ومن هنا كانت تسمية المشرف". وأوضح أن "الهدف من التشدد في هذه المعايير ترسيخ صورة لبنان التراث والاخضر كما حفظته ذاكرة المغترب لدى مغادرته، لأن الحاصل الآن شوّه كل ما يتصل بهذه المواصفات". ووصف حركة التملك ب"الجيدة" مشيراً الى "اصدار خمسين ترخيصاً جديداً لبناء فيلات". صيغة التملك والبناء تتعدد الخيارات في مشروع "قرية المشرف النموذجية" في التملك. يمكن للراغب في السكن في المشروع أن يشتري فيلا جاهزة أو قطعة أرض والاستعانة بمتعهد يختاره أو بالشركة نفسها. وأوضح الاسعد ان "نظام البناء يفرض مواصفات ملزمة، وقد قيل إن هذا النظام قاس ولن يشجع المستثمر على الشراء، لكن الواقع أثبت العكس كما أثبت أن هذا النظام شجع الشاري، نظراً الى الحماية التي يؤمنها لجواره". ولفت الى أن "أساس المشروع صُمم لبناء 1200 فيلا ولكن تراجع هذا العدد بسبب شراء عدد من المالكين قطع أرض عدة وضمها لبناء فيلا واحدة في سبيل التوسع في المساحة المبنية". مشاريع التطوير الجديدة قبل عام انضمت الى المشروع مجموعة "دلة البركة" كمشرفة عليه ادارة وتطويراً، ما أضفى عليه البعد العالمي وحفّز على تطويره ببناء مشاريع جديدة. وقال الاسعد "أطلقنا مشروع انشاء مركز تجاري على مساحة 80 ألف متر مربع، سيكون الأضخم في لبنان. ويقع على مدخل المشروع كونه سيخدم المقيمين فيه ومن خارجه، وستكون له مداخله الخاصة مراعاة لخصوصية المالكين. والمشروع الثاني هو اقامة "أكوا بارك" على مساحة 40 ألف متر مربع، وهو مشروع ترفيهي للاولاد والاطفال ويخدم غير المقيمين ايضاً. والثالث هو "السوق التراثي" الذي يضم المقاهي والمحال التجارية ويقع على مساحة 25 ألف متر مربع". وأعلن الاسعد أن "الشركة ستطلق أول مشروع منتجع صحي سياحي في لبنان، منتجع للاستجمام والراحة والعلاج، ويعتبر هذا المشروع ضرورياً في لبنان وينمي الحركة السياحية". الفيلات المتلاصقة وحتى لا تقتصر الاقامة في هذه المساحة على المغتربين اللبنانيين والمواطنين العرب، صممت الشركة بناء فيلات متلاصقة بمساحة تتفاوت بين 220 و320 متراً مربعاً تتناسب مع القدرات الشرائية للبنانيين المقيمين الراغبين في السكن في منطقة نموذجية بعيداً من ضوضاء المدن المزدحمة، وتتوافر كل الخدمات من دون انقطاع. وقال الاسعد "بدأنا بالمشروع وباصدار الرخص، وترغب الشركة في أن تعزز من سكن اللبنانيين المقيمين الدائمين في المشروع حتى لا تتوقف فيه الحركة ولتقوية الحياة الاجتماعية". ولفت الى أن "هذه الفيلات ستتوزع على مختلف ارجاء المشروع وليس في بقعة معينة". وتتزامن هذه المشاريع مع استكمال إنشاء البنى التحتية للمساحات الجديدة، وتوقع الاسعد أن "تصل كلفة البنى التحتية في المشروع اضافة الى الاشغال الجديدة التي ستنفذها الشركة في الجزء الباقي من الارض إلى نحو 65 مليون دولار". وأشار الى أن "التصاميم الموضوعة لن تكون عادية، لإضفاء الطابع الجمالي الطبيعي". الاسعار ولم يحدد الأسعد سعراً للمتر المربع سواء للمبنى أو للأرض، مقدراً سعر متر الارض بين 125 دولاراً وألف دولار، وأوضح: "يمكن تملك فيلا بسعر 350 ألف دولار حداً أدنى و20 مليون دولار حداً أقصى"، رابطاً الكلفة النهائية ب"حجم الارض والمواد المستعملة في البناء خصوصاً المعايير المعتمدة في الهندسة الداخلية والمواد والتجهيزات المستعملة".