اكد عدد من العاملين في اسواق الذهب والمجوهرات السعودية ان مبيعاتهم تراجعت بنسبة 30 في المئة خلال النصف الثاني من شهر رمضان المبارك بسبب الاحداث التي وقعت في الرياض وتركيا والتي ساهمت في ارتفاع الاسعار بشكل كبير، ما ساهم في تراجع اقبال المتسوقين وبالتالي حجم المبيعات. قال محاسب المبيعات في "مجموعة العثيم للذهب والمجوهرات" اشرف السر ل"الحياة" ان الاحداث المختلفة في انحاء العالم ساهمت بشكل كبير في ارتفاع اسعار الذهب والمجوهرات، ما تسبب في تراجع حجم المبيعات وقلة الطلب على الذهب في مختلف الاسواق السعودية والعالمية. وأضاف انه يتوقع ان تشهد الفترة المقبلة عقب العيد وحتى موسم الحج تحسناً كبيراً في ارتفاع حجم المبيعات خصوصاً اذا استمر الاستقرار والامن العالمي كما هو عليه الآن. واشار الى انه خلال النصف الاول من من شهر رمضان كانت مبيعات المجموعة جيدة، اذ تجاوز حجمها 70 في المئة ولكنها تراجعت في النصف الثاني بعدما سجلت اسعار الذهب ارتفاعاً كبيراً، اذ سجل الكيلوغرام الواحد اكثر من 48 الف ريال 12.8 الف دولار وارتفع سعر الغرام الواحد، وراوح بين 45 و60 ريالاً 12 الى 16 دولاراً. ويشار الى ان اسعار الذهب في الاسواق العالمية تجاوزت مستوى 400 دولار للاونصة في الاسبوع الماضي وللمرة الاولى من آذار مارس عام 1996. وذكر السر ان مبيعات الذهب حالياً تتركز على المشغولات الخفيفة فقط وللاسر السعودية، من دون المقيمين، على رغم طرح طرازات وانواع عدة من الذهب الثقيل في السوق، خصوصاً بعد التوقعات التي أشارت الى ارتفاع الطلب عليها مع بدأ موسم العيد، ولكن الاحداث أدت الى ارتفاع أسعارها بشكل كبير ما خفض الطلب. وتوقع ان تشهد المرحلة المقبلة ارتفاعاً في حجم المبيعات يتجاوز 70 في المئة، خصوصاً اذا استقرت الاوضاع في العالم وتحسن سعر الدولار وتراجعت اسعار الذهب والمجوهرات. وأكد بائع الذهب والمجوهرات في السوق السعودية سعد البواردي ل"الحياة" أيضاً ان الاقبال على الذهب والمجوهرات في النصف الثاني من شهر رمضان كان محدوداً بسبب الارتفاع الكبير في الاسعار، ما ساهم في تراجع الطلب. وقال ان الطلب على الذهب المستعمل وشراءه من قبل المستهلكين يشهد نشاطاً كبيراً في السعودية، خصوصاً عيار 21 قيراطاً الذي يتم شراءه واعادة تصنيعه مرة اخرى بشكل افضل وطرحه بسعر عال. وأضاف ان الذهب السعودي يشهد مبيعات بشكل افضل من المستورد بسبب جودته وتوافر طرازات واشكال عدة منه في السوق. وتوقع البواردي ان تسجل المرحلة المقبلة وخصوصاً الفترة بين عيد الفطر المبارك والحج ارتفاعاً كبيراً في حجم المبيعات، خصوصاً وانها ترتبط بمناسبات اجتماعية عدة وقدوم اعداد كبيرة من الجنسيات المختلفة من انحاء العالم الى السعودية للحج، ما سيساهم في ارتفاع الطلب على الذهب والمجوهرات والتي يتوقع تراجع اسعارها الى مستويات تناسب المستهلكين. وذكر ان موسم الصيف في السعودية هو الموسم الاكثر نشاطاً لمبيعات الذهب والمجوهرات نظراً لأنه موسم الزواج والمناسبات الاجتماعية الاخرى وموسم السياحة ومهرجانات التسوق. وأشار الى ان الشباب السعودي بدأ يعمل في صناعة الذهب بشكل كبير واصبح يتفهم متطلبات الاسرة السعودية من الذهب والمجوهرات وكيفية عرضها للزبائن بشكل جيد، ما ساهم في توظيف اعداد كبيرة منهم في شركات ومصانع ومحلات الذهب والمجوهرات في السعودية، مطالباً بسرعة سعودة هذا القطاع الحيوي والمهم للاقتصاد الوطني. وقدر مستثمرون سعوديون حجم السوق السعودية من الذهب بنحو 11 بليون ريال 2.9 بليون دولار. وقالوا انها تنتج نحو ستة أطنان من الذهب سنوياً ويقدر استهلاكها بنحو 200 طن سنوياً ومبيعاتها بنحو ثلاثة بلايين ريال سنوياً 800 مليون دولار وتأتي في المركز الثالث عالمياً من ناحية الاستهلاك بعد الولاياتالمتحدة والهند. وأضافوا ان مصانع الذهب في السعودية تعتبر من اكبر المصانع على مستوى الشرق الاوسط وان الذهب السعودي يعتبر من الاجود في العالم من ناحية القيراط، ما ادى الى انتشاره بشكل كبير في منطقة الخليج ومصر ولبنان وليبيا. وتتوقع مصادر اقتصادية ان تكون السعودية من الدول الرائدة في عملية التعدين وتصدير الذهب خلال فترة تراوح بين خمس وعشر سنوات. وتبعاً لاحصاءات غير رسمية، يوجد في السعودية ما يقارب ستة آلاف محل للذهب والمجوهرات، يعمل فيها حوالى 20 الف عامل تراوح اجورهم الشهرية بين الف وثلاثة الاف دولار تبعاً للخبرة والوظيفة، اضافة الى نحو 350 مصنعاً نظامياً. ويبلغ عدد المهن في المحلات والمصانع 20 مهنة، اصبح معظمها حكراً على المواطنين. كما يوجد في السعودية الفا ورشة ومشغل للذهب من الحجم الصغير، معظمها غير مرخص، ويقدر عدد العاملين فيها بحوالى 25 الف عامل. ويبلغ حجم استهلاك الذهب في منطقة الخليج نحو 350 طناً سنوياً وفي العالم العربي 700 طن سنوياً. ويبلغ انتاج مناجم الذهب في العالم نحو 3.2 الف طن سنوياً 30 في المئة منها من دول جنوب افريقيا. ويقدر الاستهلاك العالمي بنحو اربعة آلاف طن سنوياً.