شدد رئيس الجمهورية إميل لحود اثناء لقائه أمس البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير على "ضرورة مواجهة المرحلة المقبلة الحافلة بالتحديات والاستحقاقات، بمزيد من الوحدة والتوافق والمصارحة". وأشار المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية إلى "تركيز" على هذه النواحي أثناء اللقاء الذي أجريت خلاله "جولة أفق تناولت الأوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الأخيرة والمواقف السياسية من القضايا الراهنة". وذكر ان لحود شدد على ان "الوحدة الوطنية اللبنانية حقيقة ثابتة لا تؤثر فيها الأحداث، مهما كانت قاسية ودامية، بل على العكس فانها أسهمت في تعزيزها وتقويتها، لأن اللبنانيين استخلصوا العبر منها، وأكدوا أهمية وفاقهم الوطني وفرادة العيش المشترك الذي جمعهم". وهذا أول لقاء للحود مع صفير بعد صدور "وثيقة قرنة شهوان" بتوقيع قيادات مسيحية معارضة طالبت بالحوار في شأن العلاقات مع سورية التي باركها البطريرك الماروني، ورابع لقاء منذ أول العام. وأبلغ لحود البطريرك خلال لقائه في قصر بعبدا قبيل مغادرته بيروت اليوم الى الفاتيكان للمشاركة في احتفال تقديس الطوباوية رفقا "ان مشاركة كل اللبنانيين في هذا الحدث الديني الكبير تؤكد مرة جديدة هذه الوحدة الوطنية"، معتبراً "ان اعلان قداسة رفقا حدث كبير للبنان، وشهادة للوطن الذي قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني بأنه وطن الدور والرسالة". يذكر ان عقيلة رئيس الجمهورية تغادر بيروت اليوم الى الفاتيكان لتمثيله في احتفالات تقديس رفقا، كذلك الوزير بيار حلو ممثلاً رئيس الحكومة رفيق الحريري وعقيلة نائب رئيس الحكومة عصام فارس وعدد من النواب. والتقى لحود بعد ذلك مجلس ادارة جمعية تجار بيروت برئاسة نديم عاصي الذي دعا الى "اجراءات سريعة للحفاظ على صمود هذا القطاع التجاري". وأكد لحود "الاهتمام الكبير بالقطاع التجاري والدور الذي يؤديه التجار في عملية النهوض الاقتصادي"، مشدداً على "ان لبنان يدفع اليوم من اقتصاده ثمن الحروب المتنوعة التي مرّ بها خلال السبعينات والثمانينات، فضلاً عن الضغط الحاصل نتيجة الاحتلال الاسرائيلي". وأشار الى "استمرار رهانه على تعزيز دولة القانون والمؤسسات التي تحافظ على مصالح الشعب وتغلب مصلحة الوطن على غيرها من المصالح". وركز "على اهمية الموقف اللبناني الواحد في مواجهة الاستحقاقات المنتظرة، وضرورة تغليب الاعتبارات الوطنية على غيرها من الحسابات الضيقة والشخصية"، مذكّراً ب"المواقف التي اعلنها منذ تسلمه مسؤولياته الدستورية"، ومؤكداً "متابعة مطالب التجار مع الجهات المعنية". وقال: "ان الصمود الاقتصادي والاداري، هو صنو للصمود السياسي والأمني، ولا بد من تعاون الجميع في سبيل تثبيته بأشكاله كافة فتنشأ اذ ذاك شراكة حقيقية في المسؤولية الوطنية".