عندي عتاب على الصحف العربية التي لم تعط الخبر الحزين، خبر رحيل البطل المجاهد والمفكر الكبير علي عزت بيغوفيتش، ما يستحق من التغطية. لقد كان الرجل أكبر شهود الملاحم العظمى في البلقان، قبل عشر سنوات. وكان قائد المسلمين الذين أراد أصحاب الاخدود من الصرب والكروات أن يبيدوهم عن آخرهم، جزاء المطالبة بحقهم المشروع في الاستقلال. وقاد الرجل بلاده طوال سنوات من المحن والمعاناة، ورأى بعينيه، وهو صابر محتسب، عشرات الآلاف من شعبه يقتل، والنساء تغتصب. ورأى بعينيه، وهو صابر محتسب، الغرب المنافق وهو يدعي الإدانة، بينما يستصدر القرار المجرم من مجلس الأمن بمنع السلاح عن الأطراف المتحاربة! وهم يعلمون ان سلاح الدولة اليوغوسلافية بأكمله في يد المعتدين القتلة، وان المسلمين ليس في أيديهم من السلاح إلا أقل القليل. فكان هذا القرار حكماً بالإعدام على عشرات الآلاف، وحكماً بهتك عرض الآلاف. ورأى الرجل بعينيه، وهو صابر محتسب، العالم الإسلامي وهو يتخاذل كعادته، ويمنع السلاح عن المسلمين ارضاء للغرب ومسايرة للنظام العالمي. لنذكر الغرب الذي يريد ان يلصق تهمة الإرهاب بمليار مسلم من أجل ثلاثة آلاف قتلوا في الحادي عشر من سبتمبر، واتهم بعض المسلمين، نذكره بأن أكثر من ضعف هذا العدد قتلوا في يوم واحد في سربينيتشا التي كانت الأممالمتحدة قد أعلنتها ملاذاً آمناً، وحشرت المسلمين فيها، فذبحهم الصرب في يوم واحد تحت سمع وبصر قوات الأممالمتحدة التي لم تتدخل. وظل المسلمون يقتلون على مدار سنوات والغرب يمنع عنهم السلاح. ولم يكن المسلمون يستطيعون منع الحادي عشر من سبتمبر، ولا رضوا به أبداً، بينما رضي الغرب، وتواطأ على مذابح البوسنة، وكان يستطيع منع تلك المجازر ولم يفعل. فأي الفريقين أحق بتهمة الارهاب ان كنتم تعقلون؟ القاهرة - يحيى حسن عمر [email protected]