ناشطة سياسية ومفكرة وامرأة متميزة كانت. الصحافية الراحلة هداية سلطان السالم افضل من مثّل المرأة الخليجية عموماً والكويتية خصوصاً. أول امرأة كويتية رئيسة تحرير، اشتهرت لا لدفاعها عن القضايا النسائية، بل عن المجتمع برمّته انطلاقاً من إيمانها بالعدالة والإنسانية. وكانت بحق رائدة في الإعلام الخليجي وأحد أعلامه. وأثار قتلها في آذار مارس 2001 سخط الوسطين الإعلامي والفكري. من مواليد الكويت عام 1936، عملت السالم في التدريس في ستينات القرن الماضي وكانت واحدة من عشر كويتيات فقط خرقن المألوف في تلك الفترة ومارسن الصحافة، معتمدة على سمعة أسرتها ذات التاريخ العريق في عالم النشر. قرأت التاريخ والأدب والسياسة، قبل أن تنغمس في تأليف الكتب، وتكتب النصوص للإذاعة والتلفزيون. واستضافت الكثير من القادة العرب للحديث عن القضية الفلسطينية. أول كويتية تولّت رئاسة تحرير مجلّة سياسية. ورفضت مغادرة الكويت خلال الغزو العراقي عام 1990، وشاركت في تنظيم أول تظاهرة نسائية مناهضة للغزو، كما تولّت خلال فترة الاحتلال إصدار نشرة سرّية حملت عنوان "نساء وأطفال الكويت"، ثم عمدت بعد التحرير إلى نشر مقالات تحدثت عبرها عن المقاومة الكويتية للاحتلال. عندما قررت إنشاء مجلة خاصة بها، اصطدمت بحصر الامتيازات الصحافية واضطرت إلى الحضور إلى بيروت، حيث اشترت امتياز مجلة "المجالس المصورة" الأسبوعية المتوقفة عن الصدور، وعادت إلى الكويت بالامتياز وبإذن بالطباعة. كونها امرأة رئيسة تحرير، لم تحظ هداية السالم بأي امتياز أو إعفاء أو معاملة مما يلقاه نظراؤها الرجال كمرافقة القيادات السياسية خلال الزيارات الرسمية. وعلى رغم النجاح المادي الذي حققته "المجالس" في بداية انطلاقتها، لم تتمكن المجلة من منافسة الصحف اليومية وما تتمتع به من شعبية وامتيازات وإعلانات وفيرة. رحلت السالم عن الدنيا رمياً بالرصاص في صباح 21 آذار 2001 أثناء مرورها بسيارتها في أحد الشوارع المكتظة بالمارة، بعد مقال نشرته في مجلة "المجالس" انتقدت فيه قبيلة المتهم بقتلها. من مؤلفاتها "المقاصد في نوازع العرب وسجاياهم"، "أوراق من دفتر مسافرة في الخليج العربي"، "نساء في القرآن الكريم"، و"سيرة ذاتية للشيخ أحمد الجابر الصباح".