أطلقت الأممالمتحدة "نداء السودان" لتوفير مبلغ 465 مليون دولار للإغاثة الإنسانية والعون والانتقال لدعم عملية السلام في البلاد. وأعلنت الحكومة توصلها إلى آلية مشتركة مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" للتخطيط لمراحل متقدمة من اتفاق على تنفيذ مشاريع تنموية في جنوب البلاد خلال الأشهر الستة التالية لتوقيع اتفاق السلام. وأعلن مكتب منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في الخرطوم في بيان أمس، ان نداء المنظمة الدولية يشمل عون السودان الموحد للعام 2004 وبرامج مقترحة من وكالات الأممالمتحدة في مجالات الاغاثة والتنمية وحقوق الإنسان، و25 منظمة عالمية غير حكومية. وذكر ان البرامج تشمل "انقاذ الحياة والانتعاش والإعمار الانتقالي وبناء القدرات وصون حقوق الإنسان وبناء السلام والحكم الراشد ومكافحة الفقر والجوع والايدز والملاريا"، موضحاً أن البرامج "أعدت بعد التشاور مع السلطات المدنية في الحكومة والحركة الشعبية". إلى ذلك، أعلن الأمين العام لصندوق تنمية الجنوب الدكتور الأمين دفع الله توصل الحكومة و"الحركة الشعبية" عبر آلية مشتركة للتخطيط إلى مراحل متقدمة من اتفاق على تنفيذ مشاريع تنموية في الجنوب خلال فترة الشهور الستة الأولى التي تلي توقيع اتفاق السلام. وأضاف انه تم اتفاق خلال اجتماعات الآلية التي عقدت أخيراً في نيروبي، على أن تنفذ المشاريع بصورة مشتركة بين الطرفين. من جهة أخرى، اعترفت "حركة العدالة والمساواة" بزعامة الدكتور خليل إبراهيم بخطف خمسة من العاملين في الحقل الإنساني في ولاية غرب دارفور الأسبوع الماضي. وقال مفوض العون الإنساني الدكتور سلاف الدين صالح إن مسؤولين من "الحركة" أبلغوا نائب حاكم ولاية غرب دارفور هاتفياً بأن حركتهم خطفت الموظفين الخمسة، وأكدوا استعدادهم لتسليمهم إلى الحكومة في أي موقع تختاره في تشاد المجاورة. وكانت قوة مسلحة خطفت اثنين من موظفي مفوضية العون الإنساني وثلاثة من العاملين في منظمة "ميداير" السويسرية أثناء عملهم في مناطق كلبس وجبل مونة وصليعة في غرب دارفور. اطلاقات حزب الأمة على صعيد آخر، انتقد قيادي بارز في حزب الأمة المعارض بزعامة الصادق المهدي أوضاع الحزب، واعترف بوجود مشكلات تنظيمية في حزبه. وقال حاكم اقليم كردفان السابق عبدالرسول النور إن حزبه "يفتقر إلى الرؤية الواضحة والمرجعية، وبرزت فيه مجموعات ضغط وابتزاز جهوي وأسرى". ورأى أن الخلافات في الحزب "لا تنحصر في الانشقاق" الذي قاده مساعد الرئيس وابن عم رئيس الحزب مبارك المهدي، وان الحزب "بات في حاجة إلى إعادة بناء، واعادة كل القيادات التي ابتعدت". وتروّج معلومات في الخرطوم مفادها أن النور، الذي كان مقرباً من الصادق المهدي، يقود مساعي لإعادة مبارك المهدي إلى حزب الأمة في موقع نائب رئيس الحزب الذي شغر بوفاة الدكتور عمر نورالدائم في حادث سير أخيراً. وشهدت المجموعة المنشقة عن حزب الأمة، التي تحالفت مع السلطة، خلافات عصفت بها، إذ اتخذ مستشار الرئيس الدكتور علي حسن تاج الدين ووزيرا التربية والسياحة أحمد بابكر نهار وعبدالجليل الباشا مواقف مناهضة لمبارك المهدي الذي أوصى لدى الرئيس عمر البشير بإقالتهم من مناصبهم الدستورية، إلا أن ذلك لم يحصل.