انتقدت الخرطوم في شدة أمس إعلان مبعوث أميركي سابق أن انفصال جنوب البلاد عن شمالها صار مسألة حتمية، ورفضت اتهاماً بالتقصير تجاه الأوضاع الإنسانية في دارفور وعدم تسهيل مهمات البعثة الأممية الافريقية المشتركة في الإقليم «يوناميد». وقرر مجلس الأمن بالإجماع أمس التمديد سنة لقوة السلام في دارفور. وقال مسؤول رئاسي سوداني ل «الحياة» إن حديث المبعوث الأميركي الى السودان سابقاً جون ونتر أمام لجنة في مجلس الشيوخ عن ان انفصال جنوب السودان عن شماله صار حتمياً وتحميله حزب المؤتمر الوطني الحاكم مسؤولية ذلك «غير منطقي» وهو «ابتسار مخل يحمل أماني ونتر وأحلامه بتمزيق البلاد». وأكد أن حزبه ملتزم اتفاق السلام وتنازل عن 50 في المئة من عائدات النفط المنتج من منطقة هجليج من أجل إنشاء مشروعات في ست ولايات في الخط الحدودي بين شمال البلاد وجنوبها لجعل الوحدة جاذبة، في حين تنازلت «الحركة الشعبية» عن 25 في المئة فقط مما كانت تحصل عليه. ورفض اتهاماً مبطناً من سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس إلى الحكومة السودانية بعدم تسهيل مهمات العاملين في المجال الإنساني في دارفور وعدم التعاون مع البعثة المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة في الاقليم «يوناميد»، موضحاً ان الاجتماع المشترك الأخير بين حكومته والمنظمة الدولية والاتحاد الافريقي اكد تعاون الخرطوم في نشر القوة المشتركة وهو ما أقره مسؤول عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة لوي رو أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي. وكان المبعوث الأميركي السابق إلى السودان جون ونتر رجح أن يختار أهل جنوب السودان دولتهم الخاصة بهم إما عبر الاستفتاء في عام 2011 أو اختياراً من جانب واحد قبل ذلك، ورأى أنه «ربما كانت هناك فرصة ضعيفة في احتمال أن يرغب حزب المؤتمر الوطني الحاكم في جعل الوحدة جاذبة وبالتالي يحافظ على دولة سودانية موحدة، ولكن الخرطوم قضت على كل ذلك». وقال ونتر أمام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأربعاء، إن «جنوب السودان سيصوت بصورة كاسحة للانفصال في الاستفتاء أو أن الجنوب سيرغم على إعلان استقلاله من جانب واحد لأن استفتاءه المفوض له من قبل اتفاق السلام الشامل أجهضته تصرفات الخرطوم و التزامات المجتمع الدولي الجوفاء». وتابع: «على الولاياتالمتحدة أن تكون واضحة وصريحة في أننا سنؤيد نتيجة الاستفتاء ونعمل على حمايتها». من جهة أخرى، قالت «حركة تحرير السودان» بزعامة عبدالواحد محمد نور إن مجهولين خطفوا حيدر محمد نور مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة، شقيق زعيمها عبدالواحد نور، في العاصمة الزيمبابوية هراري، وقتلوا اثنين من مساعديه وأحد حراسه كما أصيب مترجمه بجروح خطيرة. واتهمت الحركة في بيان أمس حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالتورط في محاولة خطف نور، وقالت إنها ستبعث بوفد الى زيمبابوي لمتابعة الأمر. وقالت « الاعتداء لم ولن يمر من دون رد، وسنرد الصاع صاعين»، مشيرة إلى أن نور ترك مقاعد الدراسة في جامعة الخرطوم مفضلاً «النضال السياسي والعسكري».