قدر عدد من المنتجين والمسوقين للتمور حجم ما تم تسويقه من التمور السعودية في النصف الاول من شهر رمضان المبارك الجاري، داخل السعودية وخارجها، باكثر من 500 الف طن تتجاوز قيمتها 500 مليون ريال 133.3 مليون دولار. قال المدير العام لمصنع تمور الفيصلية السعودية حمد عبدالعزيز الخالدي ل"الحياة" ان مبيعات التمور في السعودية تشهد خلال شهر رمضان انتعاشاً كبيراً، لافتاً الى انه يتوقع ان يتجاوز حجم الطلب عليها 40 في المئة هذه السنة على رغم عدم الاقبال عليها بشكل كبير مثل الاعوام الماضية، بسب كثرة المصانع والمزارع المنتجة للتمور في السعودية والتي يعمل معظمها من دون ترخيص او تنظيم. وأضاف ان عدد مصانع التمور في السعودية كان قبل عامين في حدود 25 مصنعاً فقط، ما ساعد في ذلك الوقت على تسويق جميع انتاج التمور بشكل افضل، لكن في الوقت الحاضر ازداد عدد المصانع، التي يطلق عليها اسم "معامل مصغرة"، داخل مزارع النخيل، ما ساهم بشكل كبير في وجود فائض في السوق يتجاوز حجمه 70 الف طن، إضافة الى انتاج تمور منخفضة الجودة. وطالب الخالدي من الجهات المختصة في السعودية العمل على تنظيم سوق التمور سواء من ناحية التصنيع او الانتاج او التسويق حتى تستطيع التمور السعودية المنافسة بشكل افضل في الاسواق الداخلية والخارجية. وقال ان مصنعه يبيع سنوياً اكثر من 1400 طن من التمور، ويرجع ذلك الى جودة انتاج مصنع الفيصلية إضافة الى توافر انواع كثيرة مثل الخلاص ونبوت السيف والبرحي والسكري والمنيفي وغيرها والتي يصدر جزء منها الى بلاد الشام والخليج والباقي يستهلك محلياً. وأضاف ان تنظيم المعارض داخلياً او خارجياً يساهم بشكل كبير في تسويق كميات كبيرة من التمور، اذ يرتفع حجم الطلب الخارجي نتيجة الجهود التسويقية التي يبذلها بعض رجال الاعمال السعوديين من خلال جولاتهم الخارجية ومن خلال المعارض الدولية التي تلفت الانتباه الى هذا المنتج الحيوي والاستراتيجي. وحض الخالدي جميع منتجي التمور السعوديين على المشاركة في جميع المعارض الدولية والمحلية لابراز جودة المنتجات السعودية في الاسواق العالمية وبالتالي تسويق اكبر قدر من التمور، خصوصاً في ظل وجود فائض على حاجة السوق السعودية في الوقت الحاضر. وقال نائب المدير العام لمصنع تمور المملكة عمار النفيسي ل"الحياة" ان محلات بيع التمور شهدت اقبالاً كبيراً من المتسوقين في شهر رمضان هذه السنة نظراً الى وجود انواع ذات جودة عالية في هذه المحلات وتوافر اصناف عدة مثل السكري والصقعي والخلاص الذي ارتفع حجم الطلب عليه اكثر من 40 في المئة. واشار الى ان تمور المملكة تحرص دائماً على تصدير منتجاتها الى الخارج على رغم وجود طلب كبير من الداخل، لافتاً الى ان تمور المملكة تسوق ما يراوح بين 1500 و2000 طن سنوياً وهذا يساهم بشكل كبير في ابراز اهمية وجودة منتج التمور في مختلف الاسواق العالمية. واكد النفيسي ان تمور المملكة تشارك في جميع المعارض العالمية التي ينظمها مجلس الغرف السعودية في المعارض الداخلية، على رغم وجود منافسة كبيرة في الداخل بسبب عدم تنظيم سوق التمور في السعودية. وقال مسوق التمور عبدالله العائض ل"الحياة" ان سوق التمور شهدت خلال شهر رمضان الجاري نشاطاً كبيراً وطلباً مرتفعاً وذلك على مختلف انواع التمور، اذ تم تسويق اكثر من 60 في المئة من انتاج التمور هذه السنة داخلياً وذلك بعد فترة من الركود اصابت اسواق التمور في السعودية بسبب كثرة الانتاج وقلة الاستهلاك والتصدير. واشار الى انه على رغم عدم ارتفاع اسعار التمور هذه السنة، الا انه يتوقع ان يتجاوز حجم الاستهلاك مع نهاية رمضان اكثر من 70 في المئة من حجم المعروض في الاسواق. وذكر العائض ان صادرات التمور السعودية الى الخارج بدأت تنتعش منذ الربع الثالث من السنة الجارية، خصوصاً بعض انواع التمور مثل السكري والبرحي ويتوقع ان يتجاوز حجم التصدير اكثر من 60 الف طن معظمها لدول الخليج. وقال مسوق التمور فهد السالم ل"الحياة" ان إقامة معارض للتمور في الداخل والخارج ساهمت بشكل كبير في ارتفاع حجم الطلب على التمور، اذ تم تنظيم اكثر من ثمانية معارض للتمور في كل من روسيا واليابان والصين والهند وعدد من الدول الاوروبية وشهدت هذه المعارض اقبالاً كبيراً من المتسوقين ويتوقع ان تظهر نتائج مشجعة لذلك خلال السنوات المقبلة. وقال الامين العام للغرفة التجارية الصناعية في منطقة القصيم احمد التويجري ان حجم انتاج منطقة القصيم من التمور يتجاوز 180 الف طن سنوياً وهو ما يعادل 21 في المئة من انتاج السعودية من التمور الذي يبلغ نحو 850 الف طن سنوياً. وتعتبر القصيم ثاني اكبر منطقة في السعودية لانتاج التمور بعد منطقة الرياض ويتجاوز عدد اشجار النخيل في القصيم اربعة ملايين نخلة. ويشهد انتاج التمور في القصيم نمواً عبر التوسع في النشاط الزراعي بصفة عامة، خصوصاً في ظل وجود دعم كبير من الدولة عن طريق الاعانات من وزارة الزراعة، وهي عبارة عن اعانات لغرس الفسائل وكذلك شراء جزء من الانتاج للاعانات والمساعدات الداخلية والخارجية دعماً للمزارعين. وأشار التويجري الى ان قطاع انتاج التمور في السعودية يواجه تحديات كبيرة بسبب وفرة الانتاج، اذ يبلغ الاستهلاك المحلي للتمور نحو 450 الف طن سنوياً، ما يتطلب وضع خطة تصدير تساهم فيها كل الجهات المعنية، اذ لا يصدر حالياً سوى اربعة في المئة فقط من الانتاج. وتعتبر زراعة النخيل في السعودية من ركائز الاستثمار الزراعي الذي يبلغ نحو ثمانية بلايين ريال 2.1 بليون دولار. ويبلغ عدد اشجار النخيل المزروعة اكثر من 18.2 مليون نخلة لأكثر من 400 صنف. ويمثل انتاج السعودية نحو 19.3 في المئة من الانتاج العالمي ويبلغ عدد مصانع التمور حالياً اكثر من 50 مصنعاً.