بعد أيام قليلة من اكتشاف الفاعلين لجريمة 11 أيلول سبتمبر، وإعلان الحرب "المقدسة" تحت قيادة ومباركة الاسقف الابن جورج بوش، أعلن الكونغرس الأميركي، بالاجماع ناقصاً عضوة وحيدة عارضت الحرب على أفغانستان، "يجب ان يكون هناك معارض" هذا هو المطلوب، لأنه في تاريخ ديموقراطيات العالم أجمع لم يشهد اجماع على أمر وحكم، وإن كان مقدساً. من أين خرجت هذه العضوة الوحيدة؟ فيما كنا نفكر "بسطحية" في الديموقراطية التي سمحت للعضوة الوحيدة بمعارضة الحرب على أفغانستان، ومواجهة هذا الاجماع، كان الجهاز الذي أخرج جواز محمد عطا من انقاض الحديد "المذاب" يتفاهم معها على إكمال المشوار السري المخيف في دياجير الظلام، وفي الوقت نفسه كانت الB-52 تدك أرضاً ميتة بحثاً عن شبح اسمه "ارهاب". خديعة عظيمة ما فعلته أميركا في هذا اليوم! فما عاد بعدها صدقية أكيدة لأي قرار يصدر بأغلبية، اياً كانت انتماءاتها. أصبح التفكير يدور حول: من بيده القرار في النهاية؟ وما مدى صلاحية العسكر؟ وما مدى صلاحية الرئيس؟ ومن يسيس الأمور في الولاياتالمتحدة الأميركية. وماذا تعني كلمة "عدو"، ان نطق بها الرئيس الأميركي وأطلقها على انسان بعينه، ولماذا يعتبرها القضاء الأميركي "الحر" ورقة رابحة لتمديد عدد الاعتقال لآماد غير معروفة؟ كما يحصل مع الأسير السعودي - الأميركي الجنسية في غوانتانامو، ياسر حمدي، ومن يصوغ الأكاذيب، ومن يقرر صياغتها؟ اليوم، طفح الكيل من كثرة الأكاذيب التي نسمعها من وسائل الاعلام، ونحن نجتر ذكريات أكاذيبهم المطبوخة بعناية مكنتهم من اقتحام دولة آمنة لتطويعها في البدء، وتسييرها وفق هوى الطفل المتعجرف "اسرائيل"، ومصالحه القومية - البترولية، ومشاريعه الكارثية اللانهائية المنتمية الى لائحة طويلة عنوانها "مكافحة الارهاب". على من تدور رحى الكذبة القادمة؟ الإحساء - محمد باخيل طالب في جامعة الملك فيصل m-bakhail@ hotmail.com