بحث وزير النفط العراقي، ابراهيم بحر العلوم، في أول جولة يجريها في دول الجوار عدداً من المشاريع النفطية راوحت بين التعاون مع السعودية ل"شراكة مستقبلية" في تطوير صناعته النفطية، مستفيداً من خبراتها وإعادة تشغيل أنبوب تصدير النفط العراقي عبر البحر الأحمر، وصولاً الى الطلب من الاردن رفع الحجز عن بليون دولار أرصدة عراقية مجمدة، جزء منها قيمة مبيعات نفطية سابقة. وذكرت وزارة النفط والثروة المعدنية السعودية، أمس، أن جولة المحادثات التي عقدها وزير النفط السعودي، المهندس علي النعيمي، مع نظيره العراقي تناولت وضع الصناعة النفطية العراقية والصعوبات التي تواجهها وإمكان مساعدة الرياضالعراق وتمكينه من أخذ دوره الاقليمي. وأضافت الوزارة، في بيان في هذا الشأن، ان الجانب السعودي عبر عن رغبته في دعم العراق للحصول على قروض نفطية من "الشركة العربية للاستثمارات النفطية" ابيكورب. ونسبت "وكالة الأنباء السعودية" الى الوزير النعيمي ان المحادثات مع بحر العلوم شملت وضع السوق النفطية الدولية على المديين القصير والطويل وكيفية التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والتي تشمل تبادل الخبرات والمعلومات والتدريب والاستثمار وغيرها و"بما يعود بالنفع على البلدين الشقيقين". وقال عاصم جهاد، المستشار الاعلامي في وزارة النفط العراقية، ل"الحياة"، ان المحادثات تناولت امكان قيام "شراكة سعودية - عراقية" في المجال النفطي، والافادة من الخبرات السعودية في إعادة تأهيل منشآت النفط العراقية وتأسيس شركات مشتركة في هذا المجال، والاتفاق على سياسات موحدة وتنسيق مواقف البلدين على صعيد المنظمات الاقليمية والدولية، خصوصاً في منظمتي "أوبك" و"أوابك". وأضاف جهاد ان من بين القضايا التي نوقشت كذلك تنسيق موقفي البلدين خلال الاجتماع الوزاري القادم لمنظمة "اوبك" الذي سيعقد في فيينا في 12 كانون الأول ديسمبر المقبل. وذكر ان بحر العلوم، الذي وصل الى الرياض، أول من أمس، قادماً من الأردن، قبل توجهه الى الدوحة، كان بحث مع نظيره الأردني في الطلب العراقي برفع الحجز عن الأرصدة العراقية المجمّدة في الأردن والتي تبلغ أكثر من بليون دولار، منها 200 مليون دولار قيمة مبيعات نفطية. وأضاف ان الجانب العراقي طالب أيضاً بتعاون الأردن في الحد من عمليات تهريب النفط التي تتم عبر الأراضي الأردنية. يُذكر أن جولة الوزير العراقي تشمل أيضاً قطر وايران الى جانب السعودية والكويت والأردن. وفي الدوحة التي وصل إليها مساء أمس، أجرى بحر العلوم محادثات مع النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الطاقة والصناعة، عبد الله العطية. وأوضح جهاد ل"الحياة" ان المحادثات شملت التنسيق في مجال "اوبك" و"تفعيل العلاقات العربية العربية" للاستفادة من الخبرات العربية لتأهيل المشاريع النفطية في العراق. من جهة اخرى، نُقل عن وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني، المهندس عزمي خريسات، رغبة بلاده في زيادة حجم التعاون النفطي والاقتصادي مع العراق والأمل في استئناف صادرات النفط العراقية للأردن عبر الحدود البرية بين البلدين كما في السابق. كذلك تم التطرق الى امكان إعادة النظر في تسعيرة النفط العراقي المباع للأردن. وفي دبي، قال مصدر في وزارة النفط الايرانية ان الوزير العراقي سيبحث في طهران عرضاً ايرانياً يتضمن المساعدة في إعادة بناء العراق في اطار عملية مبادلة للطاقة. ونقلت وكالة "رويترز" عن هذا المصدر قوله ان طهران عرضت مبادلة 350 الف برميل من خام البصرة الخفيف مقابل خام ايراني في إطار مشروع للتعاون النفطي. وكانت طهران طرحت أول مرة فكرة مبادلة الطاقة على بغداد في اجتماع منظمة "أوبك" في أيلول سبتمبر الماضي. وأُعلن العرض مجدداً في مؤتمر لمانحي المعونة الدوليين عُقد الشهر الماضي في مدريد.