بدأ أمس في الدوحة الاجتماع التحضيري للجنة العليا ل"صندوق دعم التعليم في العراق" بمشاركة وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي الدكتور زياد عبدالرزاق اسود الذي يزور قطر للمرة الاولى منذ اطاحة نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ويرافقه وفد تعليمي رفيع المستوى. وقال الوزير العراقي في حديث الى "الحياة" أن الهدف من الزيارة التنسيق مع مسؤولي "صندوق دعم التعليم في العراق"، الذي كانت حرم أمير قطر الشيخة موزة المسند أعلنت إنشاءه أثناء مشاركتها في مؤتمر منظمة التربية والثقافة والعلوم "يونيسكو" الأخير في باريس. ونوه ب"تبرع الشيخة موزة بمبلغ 15 مليون دولار للصندوق". وقال إن لقاءه معها سيتناول "سبل التعاون والتنسيق ووضع آلية لتنفيذ مبادرة الصندوق بما ينهض بالتعليم العالي في العراق". وأكد أن التعليم في بلاده أصابه بعض الركود على مدى عشر سنوات بسبب الحصار، وأعرب عن أمله بأن يؤدي إنشاء صندوق دعم التعليم الجامعي في العراق الى تلقي دعم يساهم في النهوض بالجامعات في بغداد الى مصاف الدول المتقدمة في مجال العلم. وأشار الى أنه سيزور بريطانيا بعد انتهاء شهر رمضان لتوقيع اتفاق مع المجلس البريطاني، كما سيزور بقية دول مجلس التعاون الشهر المقبل لإبرام عقود تهدف الى دعم التعليم الجامعي في العراق. وقال ان الخسائر التي أصابت التعليم الجامعي لا تقدر بالأرقام، لكن عدد الأساتذة الذين خرجوا من العراق قليل، مشيراً الى أن الدراسة في الجامعات بدأت منذ الرابع من الشهر الماضي. وتحدث عن خسائر مادية كبيرة أصابت الجامعات، وقال إن "معظم مكتبات الجامعات في الوسط والجنوب نهبت أو أحرقت ونحتاج الآن الى دعم من الدول الشقيقة لرفد جامعاتنا بالمصادر العلمية والكتب". و لفت الى أضرار أصابت بعض أبنية الجامعات، خصوصاً في المحافظات الجنوبية، إضافة الى أضرار في سكن الطلاب والطالبات. وأوضح أن الجامعات العراقية تعد حاليا لائحة باحتياجاتها وتشمل وضع شبكات انترنت. ووصف استخدام هذه الشبكة بأنه "مسألة عاجلة ومهمة للنهوض بالتعليم". وسألته "الحياة" عن السياسة المتبعة في الجامعات بعد سقوط نظام صدام حسين فقال: "نركز على إشاعة أجواء ديموقراطية في التعليم العالي الذي سيتميز بمناخ الحرية بين أوساط الأساتذة والطلاب... المناهج التي كانت تخدم النظام السابق وتقوم بالدعاية له استبدلت بمناهج تفيد المجتمع وتدعو الى الحرية". وأضاف أن "معظم الجامعات يعتمد في الصف الأول حاليا تدريس مبادئ حقوق الإنسان حتى يتعرف الشعب على هذه المبادئ، وسيتم تدريس التجربة الديموقراطية في أوروبا الغربية وحرية الرأي في الصف الثاني في الجامعات". وقال إن البرنامج الإنساني يسير الآن نحو تثقيف الشعب والمواطن بواجباته وحقوقه، أما في شأن الجوانب العلمية فشكلت لجان في الجامعات تهدف الى الدخول الى الإنترنت وتطوير المناهج بما يتلاءم مع متطلبات العصر. وسئل عن مدى تأثير الأوضاع الأمنية المضطربة على استقرار الدراسة الجامعية، فأكد أن لا تأثير كبيراً على مستوى الجامعات، لكنه أقر بوجود ضغوط أمنية. وقال: "تحصل خروقات أمنية لكننا نحاول من خلال التعاون مع الشرطة التقليل من التجاوزات الأمنية".