أثبت طبق الفول المدمس أنه يستحق لقب "نجم رمضان الأوحد" بجدارة. إذ توحد المصريون أمامه منذ مئات السنين، وعلى رغم هذا لم يفقد أياً من بريقه. وفي رمضان الحالي، تبوأت أطباق الفول المدمس المختلفة أماكن متقدمة على موائد الإفطار والسحور، وهي على رغم انخفاض كلفتها - لم تغب عن موائد الأثرياء والفقراء على حد سواء. وسواء جهزت بالزيت أو الزبد، بالسجق أو البيض، بالوصفة المصرية او السودانية، فإن أكلات الفول تلاقي إقبالاً منقطع النظير حتى على موائد الافطار في الفنادق الكبرى، على رغم المنافسات القوية مما لذ وطاب من أصناف الطعام الأخرى. واذا كان الفول يمثل فاتحاً للشهية برائحته النفاذة على مائدة الافطار، فإن دوره يتحول الى اغلاق الشهية على مائدة السحور، وذلك لما عرف عنه من أن هضمه يستغرق بين خمس وسبع ساعات، ما يساعد على تحمّل مشقة الصيام في اليوم التالي. ولا تنتهي مهمة الفول مع نهاية رمضان، لكنها تستمر طوال العام، باعتباره عصب وجبة الفطور للغالبية العظمى من المصريين. وربما هذا ما يفسر القفزة التي وردت في احصاء صدر قبل أيام عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، إذ قفزت واردات مصر من الفول نحو 91 مليون جنيه الى نحو 166 مليون جنيه مصري، هذا إضافة الى ما تزرعه مصر من فول لا يكفي ابناءها.