نفى شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي أن يكون ادلى بتصريحات للتلفزيون الإسرائيلي افتى فيها بأن "العمليات التي ينفذها الفلسطينيون ليست استشهادية"، كما نفى ما نشرته صحيفة "معاريف" عن أن 28 من علماء الأزهر، في مقدمهم المفتي الجديد الدكتور علي جمعة، اصدروا بياناً ضده بسبب تلك الفتوى. وكرر طنطاوي موقفه الذي يؤكد أن ما يقوم به الفلسطينيون "عمليات استشهادية". وأفادت مصادر في الأزهر أن طنطاوي لاحظ أن وسائل إعلام إسرائيلية تسعى إلى استغلاله والإساءة إلى المقاومة الفلسطينية، وأن الأزهر رصد حملات إعلامية إسرائيلية تتضمن مزاعم عن مواقف لم تصدر عنه. وشدد شيخ الأزهر في تصريحات تنشرها مجلة "المصور" اليوم: "ان من فجَّر نفسه في عدو من الجيش الإسرائيلي الصهيوني أو يرد اعتداء العدو الإسرائيلي الصهيوني، ولم يكن له وسيلة لرد الاعتداء سوى تفجير نفسه فهو شهيد، شهيد، شهيد". لكنه أضاف "ان من يفجر نفسه في أطفال أو مدارس أو نساء أي مدنيين فنحن لا نوافق عليه، ولكن إذا كان هناك اعتداء على المدنيين الآمنين وكان هذا التفجير رداً للاعتداء عليهم فنحن نتسامح مع هذا الذي فجر نفسه في المدنيين رداً لاعتداء مماثل على المدنيين الفلسطينيين". ونفى طنطاوي ان يكون تحدث في حياته للتلفزيون الإسرائيلي، و"إذا كان لديهم تسجيل أو شريط لهذا الحديث المزعوم فليظهروه لنا". مؤكداً أنه "حتى لو طلبني التلفزيون الإسرائيلي سأرفض مقابلتهم ولو أذاعوا أو نشروا على لساني كلاماً فذلك، كذب، كذب، كذب، ولن أرد عليهم بل سأضع كل افتراءاتهم وافتئاتهم تحت حذائي، ولست متفرغاً للرد عليهم". وكانت "معاريف" نشرت ما وصفته بأنه تفاصيل لقاء بين التلفزيون الإسرائيلي وطنطاوي. ونسبت الى شيخ الأزهر قوله ان الشخص الذي ينفذ إحدى العمليات الاستشهادية ويفقد حياته لا يعد شهيداً، ولا يعامل في الآخرة معاملة الشهداء بل يعامل معاملة المنتحر الذي أهدر حياته، لأنه قام بعملية انتحارية تعارض كل أحكام الدين الإسلامي وتشريعاته". وذكرت الصحيفة الاسرائيلية أن تصريحات طنطاوي أغضبت رجال الدين في مصر الذين قادوا حملة مضادة ضده. وقالت ان مفتي مصر قاد رداً على هذه التصريحات، جبهة ضد شيخ الأزهر مكونة من 28 شيخاً وعالماً من علماء الأزهر ودار الافتاء. وكان طنطاوي تعرض قبل نحو خمس سنوات لحملة عنيفة في الأوساط المصرية بسبب استقباله الحاخام الإسرائيلي لاو في مكتبه، الأمر الذي سبب غضباً بالغاً في اوساط الإسلاميين والناصريين والقوى المعارضة للتطبيع مع الدولة العبرية. وتسبب ذلك اللقاء في صدام عنيف بين طنطاوي وعلماء في الأزهر وصل إلى ساحة القضاء بعدما فصل طنطاوي أساتذة من جامعة الأزهر عارضوا موقفه.