ان مقومات اللوبي العربي موجودة في الولاياتالمتحدة الأميركية، اذ لدينا جاليات عربية واسعة، واستثمارات عربية ضخمة في الاقتصاد الأميركي، ولا ينقصنا سوى التنظيم. تنظيم هذه القوى واستخدامها وفق خطة استراتيجية حتى نتوصل الى اهدافنا، بقليل من المال والجهد كما يفعل الاسرائىليون. ولا تزال اسرائيل ترسل أفضل الشخصيات لديها الى أميركا، للمشاركة في كل الفاعليات. فقضيتنا عادلة ولكن المحامي الذي يدافع عنها غير متمكن. اما الرأي الآخر فيتمثل في ضرب المصالح الأميركية، ومقاطعة البضائع الأميركية، واستخدام سلاح النفط، او اي سلاح آخر فاعل كاستخدام الطائرات لضرب المصالح الأميركية ومفاصل الاقتصاد. وأصحاب هذا الرأي هم ما اصطلح على تسميتهم بالارهابيين الذين أساؤوا الى اصحاب الرأي الأول، ولم يفطنوا الى انهم لن يستطيعوا منافسة الاسرائىليين. فاسرائيل يكفي ان تدافع عن مصالحها الذاتية، وتسعى الى تحقيق اهدافها حتى تجد نفسها تخدم مصالح وأهداف أميركية مهمة. فلدى اسرائيل والولايات المتحد من المصالح والاهداف المشتركة المهمة ما يسمح لجماعات الضغط اليهودية الأميركية ان تكون ذات تأثير قوي في السياسة الأميركية. ومن هنا نستنتج ان اسرائيل تحقق أهدافها بالشيء القليل. أما جماعات ضرب المصالح الأميركية فدمروا أنفسهم ومصالحهم قبل انهيار البرجين في 11 أيلول سبتمبر. ولو كانوا يعلمون رد الفعل لهذا العملاق الأميركي، وما قد يحل بالعالمين العربي والإسلامي بعد هذا التاريخ من كوارث ونكبات، ابتداء بأفغانستان ومروراً بالعراق ونهاية لا يعلم مداها الا الله سبحانه وتعالى، فلا يحتاج اللوبي الصهيوني الى ان يبذل جهداً مضنياً من أجل تجنيد المؤيدين لاسرائيل في الكونغرس والادارة ووسائل الاعلام - لربما لم يفعلوا ما فعلوا. فكيف لنا، عرباً ومسلمين ان نقنع الولاياتالمتحدة بأن مصالحها الكبرى عندنا، حتى نملي عليها العدول عن انحيازها الأعمى الى اسرائيل، وهي ترى كل يوم عبر وسائل الاعلام انها ضربت في عقر دارها وهي القوة العظمى في هذا العالم؟ الرياض - مصطفى الغريب