اعتبر مراقبون اسرائيليون انتقادات وجهها أبرز صقور الادارة الاميركية نائب وزير الدفاع بول ولفوفيتز للحكومة الاسرائيلية على خلفية سياستها تجاه الفلسطينيين، اشارة قوية بالغة الدلالة لتغيير في النغمة الاميركية التي بدت في أحيان كثيرة، خصوصاً منذ تسلم الرئيس جورج بوش السلطة، أكثر تطرفاً من تلك الصادرة عن اكثر الحكومات الاسرائيلية تطرفاً في تاريخ الدولة العبرية. وقال مراسل الاذاعة العبرية في واشنطن ان ما جاء في محاضرة ألقاها المسؤول الذي يتبوأ أرفع منصب في الطاقم السياسي - الأمني لإدارة الرئيس بوش، في جامعة جورجتان في واشنطن، لا بد ان يبعث على القلق لدى صناع القرار السياسي في تل ابيب. وأشار تحديداً الى اشادته بالمبادرة السياسية لحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي التي اطلقها رئيس جهاز الأمن العام الاسرائيلي شاباك السابق عامي ايالون ورئيس جامعة القدس العربية الدكتور سري نسيبة وقوله ان المبادرة تشبه في الأساس "خريطة الطريق" التي تعتمد حلاً على اساس قيام دولتين، فلسطين واسرائيل. وكان ولفوفيتز التقى الاسبوع الماضي صاحبي المبادرة في واشنطن ليعرب في ختام اللقاء عن "سعادته بلقاء رجلين واقعيين ينبغي دعم مشروعهما". وفي محاضرته قال من تعتبره اسرائيل كبير اصدقائها في واشنطن، ان على الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي ان يعملا من دون انتظار زعمائهما من اجل انهاء النزاع بينهما. ووفقاً للاذاعة العبرية، هاجم ولفوفيتز القيادتين الاسرائيلية والفلسطينية، الأولى على مواصلتها نشاطها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة والتسبب في معاناة الفلسطينيين، والثانية على عدم محاربتها الارهاب، مضيفاً ان "استمرار النزاع يعرقل الجهود الاميركية لتحسين علاقات واشنطن بالمسلمين المعتدلين الذين يمكن ان يشكلوا السد المنيع أمام ارهاب الاسلام المتطرف". وتابع ان النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي يحول دون تحقيق سلام واستقرار في المنطقة برمتها "فضلاً عن الارهاب الذي يشكل العقبة الرئيسية امام السلام". وتابعت الاذاعة ان ولفوفيتز، الناطق البارز باسم جماعة "المحافظين الجدد" في الادارة الاميركية، قال إن الرئيس بوش لن يتردد في ممارسة ضغط على إسرائيل لتغيير سياستها تجاه الفلسطينيين، وأنه أشار الى ان الادارة الاميركية ستحاول في الربيع المقبل مرة اخرى الجمع بين طرفي النزاع واستئناف الحوار بينهما، لكنه لم يخض في التفاصيل. وزادت انه لدى رده على سؤال وجهه أحد الحاضرين عن ضرورة تغيير اسرائيل سياستها في مسألة واحدة هي الاستيطان قال: "لدي قائمة طويلة بالمسائل التي تنبغي معالجتها، ليس الاستيطان فحسب، انما المعاناة تحت وطأة الاحتلال والجدار الفاصل". ولفتت الإذاعة الى ان ولفوفيتز "عاد ووصف السياج جداراً كما فعل مرة الرئيس بوش". الى ذلك، نوهت الاذاعة بحقيقة ان مسؤولاً اميركياً يهودياً بارزاً آخر في البنتاغون هو ريتشارد بيرل، لا يشاطر ولفوفيتز رأيه، بل يحذر من مبادرات سياسية جديدة مثل "تفاهمات جنيف" التي يعتبرها "فكرة سيئة للغاية".