قال محلّلون اقتصاديون في اندونيسيا ان اليابان، التي لا تزال القوة الاقتصادية الكبرى الوحيدة في آسيا، تتسابق مع الصينوالهند، "عملاقي الغد"، من أجل توسيع النفوذ في منطقة جنوب شرقي آسيا، حيث عكفت الدول الثلاث، أمس الأربعاء، على وضع خطط لإبرام اتفاقات تجارة حرة مع المنطقة. يُذكر ان زعماء رابطة دول جنوب شرقي آسيا آسيان أقروا في قمتهم السنوية، أول من أمس الثلثاء، خطة لتحويل المنطقة الى "منطقة تجارة حرة عملاقة" بحلول سنة 2020، على رغم مطالبة دول عدة بتسريع خطى إقامة المنطقة، إذا أرادت الرابطة مواكبة بقية دول العالم. وتُبرم الهندواليابان اتفاقات مع آسيان مشابهة الى حد بعيد للاتفاق الذي أبرمته الصين مع الرابطة قبل عام ويضع إطار عمل للتفاوض في شأن إقامة تكتلات تجارية يُمكن ان تؤدي في نهاية الأمر الى إقامة سوق مشتركة ضخمة في شرق آسيا. في الوقت نفسه، وقّع رئيس الوزراء الصيني، وين جيا باو، وقادة آسيا اتفاقات أمنية "لتعزيز الثقة في المنطقة". وحض وين جيا على ايجاد "تسوية سلمية" للمنازعات على أراض بين العديد من دول جنوب شرقي آسيا والصين. وأبلغ قمة آسيان ان الاجتماع "سيرسم طريقاً جديداً للمستقبل". وقال ان الصين مستعدة للإسراع بخطى المفاوضات التجارية. من جهته، صرح وزير خارجية اندونيسيا، حسن ويراجودا، في احد اللقاءات: "تخيّلوا ان يجتمع 500 مليون نسمة في آسيان بالإضافة الى 1.2 بليون نسمة في الصين و1.3 بليون في الهند، أي ثلاثة بلايين شخص في منطقة شرق آسيا تحت مظلة أمنية واحدة". وقال للصحافيين ان ذلك "سيساهم في تحقيق الأمن والتعاون السياسي والاقتصادي أيضاً". وتركّز القمة على إحياء النمو الاقتصادي في المنطقة التي عانت في الأعوام القليلة الماضية من أزمة مالية وهجمات ارهابية، وتفشي فيروس التهاب الجهاز التنفسي الحاد سارز. وقد أبرز فشل محادثات التجارة العالمية في كانكون مدى الحاجة الى إقامة تكتل تجاري. وتريد اقتصادات آسيان الصغيرة نسبياً ان تحظى بنفوذ أكبر لتنافس الصين. وقال رئيس وزراء سنغافورة، جوه تشوك تونغ، ان اليابان لا تزال أهم شريك تجاري لآسيان، حيث انها تمثّل 14.1 في المئة من حجم التجارة مع الرابطة. وأضاف: "ستظل العلاقة مع اليابان هي الأهم بالنسبة الى آسيان على مدى السنوات العشرين المقبلة على الأقل. ولكن لا نعلم ما سيحدث خلال 50 عاماً أو نحو ذلك". وأشار المحللون الى ان اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين الصين وآسيان يهدف الى الوصول بحجم التجارة الثنائية الى 100 بليون دولار في 2005. في المقابل، تتطلع الهند شرقاً للتوسع في تجارتها. وقد ظهر حرصها على التصدي لصعود نجم الصين عندما اقترح رئيس الوزراء، ايتال بيهاري فاجبايي، أمس، الإسراع بخفض الرسوم الجمركية بالنسبة الى بعض الدول الأقل تقدماً في آسيان. وقال في اجتماع مع عدد من كبار رجال الأعمال: "الهند هي التي تسعى الى شراكة مع آسيان في عصر العولمة". وأشار الى أن حجم تجارة آسيان مع الهند كان أقل من عشرة بلايين دولار سنوياً قبل عام، وتهدف الحكومة الى رفع حجم التجارة الى 30 بليون دولار بحلول سنة 2007 وإقامة منطقة تجارة حرة في غضون 10 سنوات. وتمثل تجارة آسيان مع الصين نسبة 8.1 في المئة من إجمالي حجم تجارة الرابطة البالغة 700 بليون دولار عام 2001 بالمقارنة مع 1.4 في المئة بالنسبة الى الهند.