ناننينغ (الصين) - وكالة شينخوا - دشنت الصين ورابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) اكبر منطقة تجارة حرة أمس تضم دولاً نامية، واحتشد رجال الأعمال والشاحنات المحمّلة بالخضر والفاكهة عند الأسواق الحدودية. وتنتظر عشرات الشاحنات، التي يحمل معظمها فاكهة التنين من فيتنام، تفريغ شحنتها في سوق تيانيوان لتجارة الفاكهة، أحد اكبر الأسواق الصينية لاستيراد الفاكهة، في ميناء بينغشيانغ في منطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ. وقالت تاجرة الفاكهة ليو يوى تشن: «منذ 16 عاماً لم أجد أمراً ساراً بالنسبة إليّ مثل إنشاء منطقة التجارة الحرة». وتبيع ليو الآن اكثر من 10 أطنان من التفاح والكمثرى والبرتقال وفواكه أخرى لجنوب شرقي آسيا كل يوم. وتأمل في أن يتوسع عملها نظراً إلى أن منطقة التجارة الحرة تسهل إعطاء التراخيص الجمركية وتخفض التكلفة اللوجيستية. وتشمل منطقة التجارة الحرة بين الصين وآسيان 1.9 بليون نسمة بحجم تجارة يقارب 4.5 تريليون دولار. وانخفض متوسط التعريفة على البضائع المستوردة من دول آسيان ليصل إلى 0.1 في المئة من 9.8 في المئة. وسيخفض الأعضاء الستة الاصليون في آسيان، بروناي وإندونيسيا وماليزيا والفيليبين وسنغافورة وتايلاند، متوسط التعريفة على البضائع الصينية من 12.8 في المئة إلى 0.6 في المئة. ويتوقع بحلول 2015 أن تمتد سياسة إلغاء التعريفات على 90 في المئة من البضائع المتداولة بين الصين وأربع أعضاء جدد في آسيان، هي: كمبوديا ولاوس وميانمار وفيتنام. وقالت الاقتصادية في المركز الإعلامي للدولة تشانغ مونان: إن «جهود الصين لإنشاء منطقة تجارة حرة لا تهدف إلى توسيع الأسواق الخارجية فقط، بل أيضاً إلى تعزيز التجارة وتحرير الاستثمار بخاصة وسط الإجراءات الحمائية التجارية العالمية». وأضافت أن الصين وأعضاء «آسيان» يمكن أن يتعاونوا في مجالات أوسع بدءاً من الموارد الطبيعية بلوغاً إلى التكنولوجيا العالية». وذكرت أن «تحقيق مزيد من التكامل الاقتصادي بين الجانبين، قد يزيد من التنافسية في الاقتصاد العالمي». وأفادت بأن منطقة التجارة الحرة تسهل التسويات التجارية باليوان عبر الحدود واتفاقات مقايضة العملات بين الصين وأعضاء «آسيان». واعتبرت أن التعاون يساعد أعضاء «آسيان» على الاعتماد في شكل اقل على الدولار الذي اصبح مضطرباً للغاية جراء أزمة المال العالمية. وقال نائب وزير التجارة قاو هو تشنغ في وقت سابق، إن إقامة منطقة التجارة الحرة يدفع التكامل الاقتصادي الإقليمي إلى الأمام، ما يفيد الشركات والمستهلكين. تجدر الاشارة الى ان الصين و «آسيان» أطلقتا حوارهما للتعاون في 1991 ووقعتا الاتفاقية الإطارية حول التعاون الشامل بينهما في 2002.