حملت فصائل مقاومة فلسطينية بقوة على حكومة الطوارئ التي شكلها رئيس الوزراء احمد قريع ابو علاء وأدى اعضاؤها اليمين الدستورية امس امام الرئيس ياسر عرفات، باستثناء وزير الداخلية اللواء نصر يوسف على رغم وجوده في "المقاطعة"، أثناء مراسم اداء اليمين. وشاركت في انتقاد الحكومة والتشكيك في امكان نجاحها في اداء مهماتها شخصيات من حركة "فتح" التي لا تضم "حكومة الطوارئ" احداً من خارجها. واكد قريع: "اننا لن نخوض حرباً أهلية". راجع ص 4 و5. وجاءت مراسم اداء رئيس "حكومة الطوارئ" واعضائها اليمين في وقت صعد كبار القادة السياسيين والعسكريين الاسرائيليين تهديداتهم للفلسطينيين وسورية ولبنان وايران. وعزت مصادر فلسطينية مطلعة امتناع اللواء نصر يوسف عن اداء اليمين القانونية وزيراً للداخلية الى عدم رضاه عن اسماء النواب الثلاثة لوزارة الداخلية الذين اختارهم الرئيس ورئيس الوزراء لتولي هذه المناصب. ولم يعلن رسمياً اسماء النواب الثلاثة، غير ان مصادر قريبة من صنع القرار قالت ل"الحياة" ان الحديث يدور عن اللواء عبدالرزاق المجايدة قائد قوات الامن الوطني في قطاع غزة واللواء امين الهندي وقائد الشرطة في غزة غازي الجبالي. ومع ان حكومة الطوارئ ليست ملزمة، بحسب خبراء قانونيين فلسطينيين، عرض برنامجها على المجلس التشريعي خصوصاً وان عمرها محدد بشهر قابل للتمديد لشهر آخر، فان المجلس التشريعي سينعقد غداً الخميس للاستماع الى برنامجها السياسي ومناقشته. واصدرت حركة "فتح" بياناً شديد اللهجة انتقدت فيه حكومة الطوارئ، مشيرة الى ان ذلك يعد تقهقراً عن الموقف السابق لرئيسها الذي كان شرع بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال النائب عن حركة "فتح" في المجلس التشريعي حاتم عبدالقادر ل"الحياة" ان اعضاء كتلته في المجلس سيطالبون بالرد على سؤال: "في اتجاه من اعلنت حالة الطوارئ، لمواجهة العدوان الاسرائيلي ام فصائل المقاومة؟". واشار قريع الى ان حكومته ستواصل حوارها مع التنظيمات الفلسطينية وتكثيف الاتصالات مع كل الفصائل والتنظيمات، وفي مقدمها حركتا "المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي". وقال: "لن أصغي الى الاميركيين. سأصغي فقط الى حقوقنا الوطنية. لن ندخل في مواجهة ولن نخوض حرباً أهلية". واعتبرت "فتح" التي يتزعمها عرفات، ان "هدف هذه الحكومة ليس وقف المقاومة وحسب، بل حكومة تقاسم وظيفي مع الاحتلال الاسرائيلي وجائزة لشارون على جرائمه ومجازره اليومية ورفضه خطة خريطة الطريق وقراره ابعاد الرئيس عرفات وتصفيته". ودعت الحركة المواطنين والمؤسسات الى مقاطعة الحكومة. وأبدت حركتا "حماس" و"الجهاد الاسلامي"، في اول بيان رسمي مشترك تناول حكومة الطوارئ امس "استغرابنا واستهجاننا لاعلان السلطة الفلسطينية عن تشكيل حكومة طوارئ في خطوة غامضة وغير مبررة". وشددت الحركتان على ان "خيار المقاومة هو الخيار الطبيعي للشعب الفلسطيني... وان الوحدة الوطنية المستندة الى هذا الخيار هي الضمانة لاستمرارية المقاومة ومواجهة العدوان الصهيوني وعدم الانجرار الى فتن داخلية تحرف الشعب الفلسطيني عن مساره". ودعتا قريع وحكومته الى "الاتعاظ بما جرى لحكومة سلفه" محمود عباس التي "وصلت الى طريق مسدود بسبب السياسة الصهيونية الغاشمة المدعومة من الادارة الاميركية الظالمة".