اجرى قادة السعودية أمس محادثات مع المستشار الالماني غيرهارد شرودر تناولت الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط والجهود الدولية المشتركة لمكافحة الارهاب وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وعلمت "الحياة" ان قادة المملكة حرصوا خلال محادثاتهم مع المستشار الالماني على ان يشرحوا له موقف بلدهم والموقف العربي من ثلاث قضايا مهمة هي: 1- تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة في ضوء ما يجري من اعتداءات وممارسات اسرائيلية تؤدي الى عرقلة تنفيذ خريطة الطريق ودور الاتحاد الاوروبي في العمل على وقف هذه الممارسات الاسرائيلية. وفي هذا الصدد ابدى السعوديون ارتياحاً لهذا الدور الاوروبي خصوصاً في مجال متابعة الاتصالات ومتابعة تقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية. 2- تطورات الاوضاع في العراق في ضوء عدم استقرار الامن هناك بسبب ما تراه الرياض من "تخبط" في اسلوب معالجة الادارة الاميركية للاوضاع العراقية، وحَرص المستشار الالماني على ان يسمع رأي السعوديين بالنسبة الى هذا الموضوع، نظراً لمعرفة الرياض بالاوضاع هناك اولاً وبسبب المناقشات الجارية حالياً في مجلس الامن حول مشروع قرار اميركي بشأن الاوضاع في العراق. 3- الجهود الدولية المشتركة لمحاربة الارهاب، وفي هذا المجال اكد القادة السعوديون مشاركتهم المجتمع الدولي في محاربة الارهاب خصوصاً انه اخذ يستهدف أمن المملكة واستقرارها. وفي هذا المجال وجرى حديث حول ضرورة العمل على زيادة مجالات الحوار بين الاسلام والغرب ودعم اي جهود لتحقيق التفاهم المشترك. وبالاضافة الى التركيز على هذه المواضيع الثلاثة تناولت المحادثات السعودية - الالمانية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والاتصالات السياسية بشكل خاص والتعاون التجاري المتنامي بينهما. ولاحظ مراقبون في هذا الصدد ان اللقاءات والاتصالات السياسية بين البلدين ليست نشيطة كما هي العلاقات الاقتصادية على رغم ان ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز زار المانيا صيف عام 2001، وكانت آخر زيارة لمستشار الماني للسعودية هي زيارة المستشار هيلموت كول قبل عشرين عاماً، وتحرص الرياض حالياً على تكثيف اتصالاتها مع المانيا خصوصاً بعد تنامي دورها الاوروبي وحتى الدولي. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز عقد وبحضور ولي عهده الامير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الامير سلطان بن عبدالعزيز لقاء بالمستشار الالماني عقب وصوله الى مطار الرياض بعد عصر امس واعقب هذا اللقاء عشاء اقامه ولي العهد السعودي على شرف ضيفه تبعه جلسة محادثات موسعة. ومن المقرر ان يلتقي شرودر اليوم مع رجال الاعمال السعوديين في مقر الغرفة التجارية والصناعية بالرياض بحضور 15 من كبار رجال الاعمال الالمان الذين يرافقونه في زيارته. ويشير هذا اللقاء الى مدى الاهتمام الالماني بزيادة العلاقات الاقتصادية التجارية مع المملكة وتعزيزها، على رغم ان هذه العلاقات تعتبر جيدة.