سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخطط تشمل عمليات واسعة ضد الفلسطينيين و"نشاطات وقائية" مقابل العالم العربي . شارون تدارس مع قادة أجهزته الأمنية طرد عرفات في "التوقيت الملائم"و"من دون بث اشارات تحذير"
فيما رأى مراقبون اسرائيليون في الهجوم الذي نفذه الطيران الحربي الاسرائيلي على دمشق أمس محاولة من رئيس الحكومة ارييل شارون لصرف الأنظار عن موضوع ترحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "بعدما حسم أمره بتنفيذ الترحيل متحيناً فرصة مناسبة"، اتفقت مصادر صحافية على القول ان شارون لن يقدم على خطوة كهذه من دون استئذان واشنطن. وكانت وسائل الاعلام العبرية حاولت، كما هي عادتها غداة كل عملية استشهادية، استكشاف ما في جعبة شارون من رد على عملية حيفا وعاودت الحديث عن احتمال تنفيذ قرار حكومته المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية في 11 أيلول سبتمبر الماضي "ازاحة عرفات". ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مصدر سياسي كبير قوله ان الولاياتالمتحدة ما زالت تتمسك بموقفها القائل انه الرئيس الفلسطيني "جزء من المشكلة لكن لا ينبغي طرده أو المساس به"، متوقعة أن يكون الرئيس الأميركي جورج بوش بلّغ موقعه هذا لشارون خلال محادثاتهما الهاتفية أمس. وأكدت التوقع ذاته الاذاعة الرسمية المعروفة بمصادرها القريبة من رئيس الحكومة التي أبلغتها ان إسرائيل ستكتفي "في الوقت الراهن" بتصعيد "حربها على الارهاب" وسياسة اغتيال الكوادر الفلسطينية "على أن تتحين الفرصة الملائمة لطرد عرفات". وكتبت "يديعوت احرونوت" ان شارون يرى وجوب ان يتم اختيار توقيت عملية ترحيل الرئيس الفلسطيني في شكل يوقع أقل عدد من الخسائر في الأرواح. وتابعت ان وزير الدفاع شاؤول موفاز ردد، لدى التقائه رؤساء الأجهزة الأمنية، مراراً جملة "ينبغي قذفه من هنا" في اشارة الى انه أشد المتحمسين لفكرة ترحيل عرفات، لكنه يعير هو أيضاً اهتماماً لاختيار التوقيت المناسب. وتحت عنوان "الطرد في الطريق" نقل المعلق السياسي البارز في صحيفة "معاريف" بن كسبيت عن شارون انه استشاط غضباً مع تلقيه النبأ عن عملية حيفا وأنه صعّد من نبرة كلامه وتهديداته للرئيس الفلسطيني واطلق عليه نعوتاً مسيئة كلب وحيوان معرباً عن ندمه عن عدم تصفيته جسدياً في مناسبات تهيأت لاسرائيل. وأضاف ان شارون "حسم مصير عرفات" وأنه بات ينتظر "التوقيت الملائم" كما انه يلمس ان عملية حيفا توفر "الشرعية الدولية" لتنفيذ قرار الطرد لكن ينبغي "تنويم" من يحيطون ب"المقاطعة" في رام الله و"ضبطه غير جاهز". ورجح الكاتب، الذي اطلع شخصياً على الاتصالات التي أجراها شارون مع رؤساء الأجهزة الأمنية، ان رئيس الحكومة قرر "تغيير الاتجاه" وقواعد اللعبة "ولن يكون عرفات وحده في الصورة انما ستظهر ايضاً عمليات مفاجئة في الميدان وفي الخطاب الشفوي". وتابع ان اسرائيل ستقدم على عملية الطرد من دون ان تبث "اشارات تحذير" وان عملية حيفا "قلبت الساعة الرملية لعرفات". وختم بأن الخطط التي تدارسها شارون مع قادة اجهزته الأمنية تشمل عمليات واسعة مقابل السكان الفلسطينيين ونشاطات وقائية مقابل العالم العربي، من دون أن يخوض في التفصيل، مشيراً الى أن طرد عرفات أو اغتياله هي عملية تبدأ في مكان ما لكن أحداً لا يعرف أين تنتهي. وفي مقابل الأصوات المتزايدة داخل اليمين الاسرائيلي بتنفيذ قرار الطرد فوراً وعدم انتظار الضوء الأخضر من واشنطن وتهديدات حزب المتدينين "مفدال" بالانسحاب من الحكومة إذا لم تقم اسرائيل "بالقضاء" على السلطة الفلسطينية وأذرعها، دعت "جهات معتدة" الى تشديد الحصار على الرئيس الفلسطيني بدلاً من ترحيله. وتبنت هذا الموقف صحيفة "هآرتس" المحسوبة على اليسار الصهيوني ورأت ان عزل الرئيس عرفات أنفع لاسرائيل من طرده "على أن يكون عزلاً تاماً يشمل منع زيارات شخصيات أجنبية لمقره وخطوات أخرى في هذا الاتجاه". من ناحيته زعم نائب وزير الدفاع زئيف بويم ان الدروع البشرية التي يشكلها ناشطو سلام اسرائيليون وأجانب لن تردع الجيش الاسرائيلي من تنفيذ قرار الترحيل في حال إقرار تنفيذه.