تعيش الفنانة الشابة لقاء الخميسي حالاً من الخوف والترقب، تتابع فيها آراء النقاد المتباينة والمختلفة في فيلمها "عسكر في المعسكر" أمام محمد هنيدي وحسن حسني وماجد الكدواني وصلاح عبدالله. فعلى رغم أنها قدمت من قبل مشاركتين سينمائيتين في فيلمي: "قلب جريء" أمام مصطفى قمر وياسمين عبدالعزيز و"كذلك في الزمالك" أمام حسين الإمام ومحمد لطفي وبسمة، مع أدوارها المسرحية والتلفزيونية العديدة، إلا أنها تعتبر مشاركتها محمد هنيدي فيلمه الجديد أبرز خطواتها السينمائية حتى الآن. عن كل ذلك كان هذا الحوار: هل تعتقدين أن هناك سوء فهم للفيلم أم أن الهجوم الذي شنه الكثير من النقاد كان له ما يبرره في رأيك؟ - لا أعتقد أن هناك ما يبرر كل هذا الهجوم على الفيلم سوى أن البعض يريد أن يهاجم لمجرد الهجوم، فهناك أحكام قاتلة قيلت في العمل. وعلى رغم أنني أرى أن فكرة الفيلم كلاسيكية في مضمونها واتجاهها، إلا أن المخرج الموهوب محمد ياسين قدمها بصورة مختلفة وجديدة، فهناك عناصر فنية عدة لم يلتفت إليها النقاد الذين هاجموا الفيلم ومنها التصوير والإخراج والديكور والموسيقى، إضافة إلى القضية المهمة التي يعالجها وهي قضية الثأر المتفشية في صعيد مصر. البعض قالوا ان محمد هنيدي لم يضحك الناس كفاية، والبعض قالوا إن الفيلم كوميدي أكثر من اللازم، ما يعني أن هناك رأيين متناقضين أصلاً. وما السلبيات التي ترينها أنت في الفيلم كمشاهدة عادية؟ - أنا لا أستطيع أن أحكم على فيلم شاركت فيه، ولكن كمشاهدة عادية أرى أن السيناريو كان من الممكن تقديمه في شكل أفضل، وهذه مشكلة أي سيناريو موجود حالياً، فليس هناك شيء كامل، ولكن الذي أعرفه أن جميع أبطال الفيلم بذلوا كل ما في وسعهم لإظهار ما يمتلكونه من طاقات فنية، وأرى أن الفيلم في نصفه الأخير كان طويلاً أكثر مما يجب، وهناك أجزاء حُذفت أشعرت المشاهدين بوجود قفزات غير منطقية أو واضحة في الأحداث، ولكن هذه أمور ترجع إلى رؤية المخرج والقائمين على العمل ككل. هل يعني هذا الكلام أنك راضية عن أدائك في الفيلم؟ - هي بداية سينمائية جديدة تنقلني إلى مرحلة أخرى من العمل في السينما، فعلى رغم أنني قدمت من قبل مشاركتين سينمائيتين، إلا أن مشاركتي في فيلم "عسكر في المعسكر" نقلتني إلى مرحلة بطولة أمام نجم كوميدي كبير مثل محمد هنيدي، وأدهشتني آراء النقاد والصحافيين بعد العرض الخاص للفيلم، ففي حين مدح البعض أدائي ووصفوه بالقوة والحضور في إطار المساحة المتاحة لي، كتب آخرون أن صناع الفيلم أتوا بممثلة لا تملك أي مقومات فنية لكي تكون حبيبة هنيدي، بل إن هناك بعض الجرائد كتبت بالمانشيت العريض إن لقاء الخميسي كتبت شهادة وفاتها السينمائية في هذا الفيلم! ولست في حاجة إلى الإشارة هنا إلى أن هذه الكتابات لا تتكئ على الموضوعية بقدر اتكائها على الإثارة والتجريح المتعمد، أقول ذلك لأن هناك نقاداً كباراً أشادوا بي وبدوري ومنهم الناقد والمخرج السينمائي هاشم النحاس الذي كتب على صفحات جريدة "الحياة" قبل أسابيع عدة يقول: "ومن أصحاب الموهبة أيضاً التي برزت في هذا الفيلم الممثلة الشابة لقاء الخميسي في دور عروس هنيدي، إذ ان ما كشفت عنه من إمكانات التعبير في هذا الفيلم يفتح أمامها المستقبل لأدوار أكبر"، أما عن مسألة الرضا فلن أرضى عن أدائي أبداً، لأن الفن هو ألا ترضى. يبدو أنك تنوين طرح نفسك ممثلة كوميدية في المشهد السينمائي الحالي في مصر؟ - هذا صحيح، ولكن يجب أن أميز هنا بين الكوميديا الخفيفة وكوميديا الفارس، لأنني أطرح نفسي ممثلة "كوميديا لايت" أو خفيفة كما قدمتها نجمات السينما المصرية السابقات سعاد حسني وشويكار ونادية لطفي ونعيمة عاكف. معنى البطولة هل تغيرت نظرتك الى معنى البطولة والنجومية السينمائية بعد فيلم "عسكر في المعسكر"؟ - يجب أن تكون نظرتي قد تغيرت، لأنني في هذا الفيلم قدمت دور بطولة أمام سوبر ستار في المشهد السينمائي الراهن في مصر، وأقول بطولة بمعنى أن اسمي وضع مع هذا النجم على أفيش سينمائي واحد، وهو ما لم يحدث في فيلميّ السابقين. ولكن هذا لا يعني أنني أشعر بأنني حققت ما أطمح إليه، بل إنني أؤمن بأن هذا المشوار بدأ فقط مع دوري في "عسكر في المعسكر"، هذا الدور الذي عُرض على أي فنانة أخرى غيري لوافقت عليه فوراً، لأنه فرصة لا تتكرر كل يوم، بخاصة في سينما تقف ضد ظهور المرأة بدور يبرز قدراتها الفنية والتمثيلية، في حين يحتل النجم الرجل المساحة السينمائية كاملة. دوري في هذا الفيلم مجرد تقديم لي، وأعترف بأنني حينما قبلت العمل كنت أعرف أنني سأكون مجرد كومبارس، ولكن حينما شاهدت الفيلم كاملاً وجدت أنني موجودة طوال أحداث الشريط. وكيف تخططين لأدوارك المقبلة سواء في السينما أم في التلفزيون أم في المسرح؟ - أريد أن أقدم كل الأنواع السينمائية الممكن تقديمها في السينما المصرية الراهنة، من الكوميديا والأكشن والأعمال الاجتماعية والبوليسية وغيرها من النوعيات، وأعتقد بأن هناك اتجاهات جديدة بدأت تظهر الآن في المشهد السينمائي لدينا جعلتنا نشاهد أعمالاً مختلفة مثل "سهر الليالي" الذي أعتبره بداية مرحلة جديدة في السينما المصرية، ومن قبله الكثير من الأفلام الجادة مثل "الساحر" و"الأبواب المغلقة" و"أسرار البنات" وغيرها، ما يعني أن هناك فنانين يريدون تقديم نوعيات مختلفة.