ردت طهران أمس بحذر على عرض واشنطن اجراء محادثات معها، وجددت التأكيد انها تنتظر "اعمالا ملموسة" من قبل الولاياتالمتحدة لاستئناف الحوار، وكررت رفضها اي تعاون مع واشنطن في شأن معتقلي "القاعدة". فيما ذكرت مصادر صحافية أميركية ان مسؤولين في الادارة أبلغوا الجمهورية الاسلامية بأنهم "لا يؤيدون تغيير النظام" وأكدوا "استعدادهم للحوار مع إيران في شأن برنامجها النووي ومساندتها الارهاب وموضوعات أخرى". وقال الناطق باسم الحكومة الايرانية عبدالله رمضان زاده رداً على تصريحات صدرت أول من امس عن مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج: "ننتظر اعمالا ملموسة من جانب الولاياتالمتحدة. لا يمكن ان توجه الينا تهديدات بتجميد اموالنا من جهة وان يطلب منا التفاوض من جهة اخرى"، ملاحظاً ان تصريحات ارميتاج في شأن استئناف المحادثات مع ايران هي اول تصريحات من نوعها تصدر عن مسؤول اميركي منذ بعض الوقت. واكد "ان المسألة هي ان نعرف ماذا ستفعل الولاياتالمتحدة في شكل ملموس لكسب ثقتنا" مضيفا ان واشنطن يجب اولا ان تبدأ ب"الكف عن توجيه التهديدات الينا". واستبعد رمضان زاده مجددا اي تعاون مع الاميركيين في شأن معتقلي "القاعدة" في ايران، وقال: "ليس لدينا اي علاقة مع الاميركيين او اجهزتهم الامنية وبالتالي ليس هناك مبرر للتعاون معهم بتقديم المعلومات اليهم". كما جدد رفض كشف هوية هؤلاء المعتقلين وقال ان ايران لن تفعل ذلك "ابدا". وصرح ارميتاج امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي ليل أول من أمس بأن واشنطن يمكن ان تجري محادثات "محدودة" مع ايران، لكن تطبيع العلاقات بين البلدين ليس مطروحا. واضاف ان واشنطن ما زالت قلقة من دعم طهران لجماعات ارهابية، موضحا ان الادارة الاميركية "تبذل جهودا ثنائية ومتعددة الاطراف بدءا بالعقوبات وانتهاء بالنداءات المباشرة لوقف دعم ايران للمنظمات الارهابية ومن بينها تنظيم القاعدة حسب ما نعتقد". وشدد ارميتاج على أن السياسة الامريكية "لا تسعى الى تغيير النظام في إيران ... سياستنا هي أن نحاول أن نقضي على قدرة إيران على إتباع سياسيات تمزيقية". "منهج توفيقي" ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في الادارة ان "منهج الادارة التوفيقي الجديد" نحو إيران الذي أعلنه ارميتاج ساهم على الاقل في "حل جزء من الخلافات الدائر داخل الادارة بين مساعدي الرئيس بوش" حول السياسة تجاه إيران. وأشارت المصادر إلى أن "برنامج إيران النووي وما قيل عن توفيرها ملاذاً آمناً لعناصر من القاعدة يبقى عقبة كبيرة تحول دون تحسين العلاقات" مع الجمهورية الاسلامية "إلا أن الدخول في حوار حول هذه الموضوعات وأمور أخرى كان أيضا ضرورة ملحة" بحسب ما أفادت الصحيفة. وقطعت واشنطن المحادثات مع طهران بخصوص افغانستانوالعراق في ايار مايو الماضي بعدما اتهمت ايران بايواء أعضاء "القاعدة" المسؤولين عن تفجيرات الرياض التي وقعت في 12 ايار وسقط فيها 35 قتيلا بينهم تسعة اميركيين. من جهة أخرى، رفض الرئيس محمد خاتمي دعوة الرئيس جورج بوش ايران وسورية أول من أمس الى احكام السيطرة على حدودهما لمنع المقاتلين من التسلل الى العراق. وقال للصحافيين: "الاتهامات ليست جديدة فهم دائما ما يوجهون مثل هذه الاتهامات التي لا اساس لها".