تمكنت قوات الجيش الباكستاني المعززة بالمروحيات والأسلحة الثقيلة من السيطرة على موقع عسكري تابع لتنظيم "القاعدة" في منطقة أنغور أده القبلية قرب الحدود مع أفغانستان، بعد اشتباكات استمرت ساعات أمس وأسفرت عن مقتل 12 من عناصر التنظيم وانصارهم، وأسر 12 آخرين بينهم جريحان، في حين منيت القوات الباكستانية بقتيل وجريحين. وتعتبر العملية الأضخم من نوعها ضد التنظيم بعد أحداث 11 ايلول سبتمبر 2001. راجع ص 8 ودعت السلطات الباكستانية صحافيين بينهم مراسل "الحياة" الى المنطقة للاطلاع على آثارالمعركة التي دارت بين الطرفين. ودلت بقع الدم على الأرض وعلى بقايا الثياب والأسلحة الى ضراوة القتال. وأكد الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال شوكت سلطان ل"الحياة"، مساء امس، أن العمليات ستتواصل. وأكد ان الاسرى والمعتقلين اجانب لكنه رفض كشف هوياتهم. واعربت مصادر مطلعة في المنطقة عن اعتقادها بأن معظم القتلى هم من مقاتلي حركة "طالبان" الذين يستخدمون المنطقة لشن عمليات عبر الحدود على القوات الأميركية في افغانستان. ولم يستبعد الجنرال سلطان أن يكون المقاتلون الذين اشتبك الجيش معهم، هم افراد مجموعة مسؤولة عن قتل جندي اميركي وإصابة آخرين في هجوم وقع أخيراً على بعد كيلومترات من المعسكر الذي تم دهمه. فيما أفادت تقارير ان الجانب الباكستاني حرك قواته بعدما تلقى معلومات من الاميركيين عن تسلل مجموعة من المقاتلين الى المنطقة من الاراضي الافغانية. ورأى مراقبون أن الحملة الباكستانية جاءت بعد ساعات من اتهام ريتشارد أرميتاج نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون جنوب آسيا الأجهزة الأمنية في إسلام آباد، بعدم التعاون بشكل كامل في ملاحقة عناصر "القاعدة" و"طالبان". كما جاءت بعد أيام على اذاعة الشريط الصوتي للدكتور أيمن الظواهري نائب زعيم تنظيم "القاعدة" والذي دعا فيه الشعب الباكستاني إلى اطاحة الرئيس برويز مشرف. ويُزعم ان الظواهري وزعيم "القاعدة" أسامة بن لادن يعيشان في منطقة وزيرستان القبلية الباكستانية. اشتباكات في افغانستان وتزامنت العملية ضد "القاعدة" في باكستان مع تصعيد كبير للعنف في أفغانستان. إذ قُتل جنديان كنديان يشاركان في القوات الدولية "ايساف" وجرح ثلاثة آخرون بانفجار لغم في سيارتهم في كابول. وأعلن مسؤول كبير في الاستخبارات الأفغانية ان مجموعة تضم بضعة عناصر اعتُقلت قبل يومين خلال محاولتها تفجير "مقر هيئة ديبلوماسية اجنبية". ولم يكشف تفاصيل أخرى. وقال مسؤولون ان عشرة جنود حكوميين وطفلين قتلوا ليل الأربعاء عندما كمن 16 من "طالبان" لسيارتين تفقل عسكريين في منطقة نيشا شمال قندهار. وقُتل عنصر من الحركة في هذا الحادث، في حين سقط اربعة من رفاقهم عندما ضربت طائرة أميركية سيارة كانوا يستقلونها في المنطقة. ونفت حركة "طالبان" في بيان وزعه "المرصد الاسلامي" في لندن، تورطها في عمليات احراق مدارس شمال افغانستان، واعتبرت ان الصاق التهمة بها في هذا الشأن هو محاولة لتشويه صورتها. من جهة أخرى، أصدرت محكمة اندونيسية حكماً بالاعدام على مخلص الملقب ب"علي غفرون" الذي يتهم بأنه احد "العقول المدبرة" لتفجيرات بالي. وكبّر مخلص بعد النطق بالحكم ثم قال إنه سيستأنف. اليمن: مطالب غير معقولة من جهة اخرى، اتهم رئيس الوزراء اليمني عبدالقادر باجمال الولاياتالمتحدة أمس بأنها تُقدّم مطالب "غير معقولة" من بلاده في إطار "الحرب على الإرهاب"، لكنها لا تقدّم في المقابل سوى القليل. وقال في مقابلة مع "رويترز" ان الأميركيين "يريدون أموراً كثيرة منا، مثل حماية حدودنا الواسعة وشواطئنا. لكننا دولة فقيرة ولا نتلقى سوى القليل" من المساعدة. وزاد ان "ليس من العدل ان تطلب واشنطن من صنعاء ان تصطاد "الإرهابيين" وتضع حداً لنشاطهم في حين لا تستطيع هي ان تفعل ذلك". ونقلت صحيفة "الوحدة" الحكومية امس عن وزير الشؤون الدينية حمود عباد ان 36 رجل دين من الأزهر في القاهرة وصلوا الى اليمن بهدف تدريب قرابة 200 خطيب في انحاء مختلفة من البلاد. وأوضح ان الهدف تمكين الخطباء اليمنيين من القيام بمهمتهم "وفق المبادئ الإسلامية ولتعزيز ثقافة التسامح".