بعد 24 ساعة من التفجيرات الخمسة التي هزت العاصمة العراقية أول من أمس، وقبل الانتهاء من جمع جثث الضحايا قرب مقر الصليب الاحمر في بغداد، انفجرت سيارة مفخخة أمس قرب مقر الشرطة في الفلوجة أسفرت عن مقتل ستة أشخاص. وفي تطور جديد اغتال مجهولون نائب رئيس بلدية بغداد، فيما قتلت القوات الاميركية صياداً عراقياً، واعتقلت خمسة في بعقوبة. وقتل جندي اميركي في بغداد. وجرح ثلاثة اشخاص في البصرة بانفجار قنبلة على جانب طريق. قتل ستة اشخاص على الاقل، بينهم طلاب، في انفجار سيارة مفخخة أمس قرب مركز شرطة الفلوجة 50 كلم غرب بغداد. واضاف مراسل وكالة "فرانس برس" الذي كان موجودا في موقع الانفجار ان سيارة تابعة للشركة العامة للبناء الفاو انفجرت عند الساعة 15.13 بالتوقيت المحلي 15.10 ت غ على بعد 150 متراً من مركز شرطة الفلوجة. واشار الى تناثر اشلاء ستة اشخاص على الاقل في موقع الانفجار وفي باحة مدرسة ثانوية. وغطت الارض برك من الدماء واشلاء بشرية. وهرعت القوات الاميركية المتمركزة على بعد 400 متر الى مكان الحادث. واكد شاهدان انهما شاهدا السيارة متوقفة وخالية من الركاب امام مكاتب شركة الكهرباء الملاصقة للمدرسة. وقال حميد علي 48 سنة الموظف في شركة الكهرباء: "يبدو على الارجح ان الشحنة الناسفة جرى التحكم فيها من بعد". وقال بلال فوزي 29 سنة صاحب متجر قريب من موقع الانفجار: "كانت الشاحنة الخفيفة واقفة في موقف سيارات الاجرة المزدحم، غير انه لم يكن هناك سائق داخل العربة التي انفجرت". وهرعت سيارات الاسعاف الى موقع الانفجار اضافة الى سيارة اطفاء. وساعد الاهالي في نقل الجرحى الى المستشفى بسياراتهم. ودمرت اربع سيارات مدنية كلياً واصيبت ثلاث اخرى بأضرار طفيفة. وتناثرت آثار القنابل على مسافة 200 متر من موقع الانفجار. ويأتي انفجار الفلوجة غداة خمسة انفجارات انتحارية في بغداد اوقعت 43 قتيلا واكثر من 200 جريح. وما زالت القوات الاميركية والعراقية تجمع أمس اشلاء الجثث قرب مقر الصليب الاحمر في بغداد بعد 24 ساعة من التفجير الذي استهدف المقر. واستقدمت القوات الاميركية مركبات مدرعة لحراسة مبنى اللجنة الدولية للصليب الاحمر المدمر في شارع غمرته المياه بعد كسر مواسير مياه في الانفجار. وتسلم جندي بحذر اشلاء الجثث المخضبة بالدماء من احد السكان ووضعها في صندوق من البلاستيك. مقتل عراقي وقتلت القوات الاميركية أمس عراقياً كان ينصب شركاً لصيد الطيور في المقدادية 100 كلم شمال شرقي بغداد. وقال صالح مهدي والد القتيل الذي حضر الى مستشفى بعقوبة العام لاستلام جثة ابنه من المشرحة ان "القوات الاميركية قتلت ابني احمد 30 عاماً الذي كان يقوم باعداد شرك لصيد الطيور بالقرب من احد المبازل في المقدادية" . واضاف ان "دورية عسكرية اميركية مرت قرب المنزل ورأت ابني في الارض يقوم باعداد الشرك واطلقت النار عليه واردته قتيلا على الفور". واوضح مهدي "ربما اعتقدت القوات الاميركية ان ابني كان يعد شركاً لها لكنه في حقيقة الامر كان يعد شركا للطيور ليس الا". اعتقال خمسة عراقيين في بعقوبة الى ذلك، ذكر شهود ان القوات الاميركية مدعومة بطائرات اباتشي اعتقلت صباح أمس خمسة عراقيين في بعقوبة للتحقيق معهم. وقال محمد ابراهيم 30 عاماً احد سكان منطقة "7 نيسان" في بعقوبة حيث اعتقل العراقيون الخمسة ان "قوات اميركية حضرت في ساعة مبكرة من صباح أمس ودهمت عدداً من منازل هذا الحي واعتقلت خمسة اشخاص"، مشيراً الى ان "احد الاشخاص المعتقلين مدرس والاخرين فلاحون". واوضح ان "المترجم الذي يرافق القوات الاميركية طمأن اهالي هؤلاء المعتقلين واكد ان اعتقالهم تم بهدف التحقيق معهم وسيعودون الى منازلهم ظهر اليوم أمس". وقال اللفتنانت كولونيل الاميركي ادم اندرسون من الفرقة الرابعة مشاة ان المعتقلين يشتبه في انتمائهم الى "خلية ارهابية" مسؤولة عن الهجمات التي وقعت في الفترة الاخيرة. وصادر الجنود 12 بندقية كلاشنيكوف وعدداً من قنابل المولوتوف والذخيرة. الى ذلك، ذكر ناطق باسم سلطة التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة ان مساعد رئيس بلدية بغداد فارس عبدالرزاق القسام اغتيل الاحد الماضي باطلاق الرصاص عليه من سيارة مارة على مسافة ليست بعيدة من منزله. ولاذ المرتكبون بالفرار. يذكر ان القتيل عاد لتوه من مدريد حيث كان ضمن الوفد العراقي لمؤتمر المانحين الدوليين. مقتل جندي أميركي في هجوم ببغداد وفي بغداد، قال ناطق عسكري اميركي أمس ان جندياً اميركياً قتل مساء أول من أمس في هجوم بقذيفة مضادة للدروع ار بي جي في بغداد. وبذلك يصل الى 114 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في معارك منذ اعلان واشنطن نهاية العمليات العسكرية الاساسية في العراق في الاول من ايار مايو. وكانت وزارة الدفاع الاميركية أعلنت مساء أول من أمس ان ضابطا اميركيا برتبة كولونيل قتل الأحد الماضي في الهجوم الذي استهدف فندق الرشيد في بغداد حيث كان يقيم مساعد وزير الخارجية الاميركي بول ولفوفيتز. وأوضحت ان القتيل هو الكولونيل تشارلز بورينغ 40 عاماً الذي كان يعمل في قيادة المنطقة الوسطى الاميركية. واضافت ان بوينغ اصيب بجروح خطيرة في الهجوم. ولم تذكر الوزارة اي تفاصيل اخرى. جرح ثلاثة في البصرة وفي البصرة ذكر الناطق باسم الجيش البريطاني هشام حلاوة ان ثلاثة اشخاص جرحوا أمس احدهم جندي من نيوزيلندا بانفجار قنبلة على جانب طريق في البصرة. واكد الشاهد حسين حميد ان عراقيين اطلقا النار على السيارة المدنية التابعة للقوات البريطانية، وانفجرت بعد ذلك عبوة من صنع يدوي في مكان الهجوم. وكانت ناطقة باسم الجيش البريطاني أعلنت ان قنبلة انفجرت على جانب الطريق في مدينة البصرةجنوبالعراق أسفرت عن مقتل جندي من قوات التحالف ومدنيين. غرينستوك: تكتيك ارهابيين اجانب وصرح جيريمي غرينستوك، الممثل الخاص لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير في العراق، أمس ان الهجمات التي شهدتها بغداد الاثنين من "تكتيك ارهابيين اجانب". واكد غرينستوك لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي: "كان هناك انتحاريون في كل اعتداءات بغداد تقريباً، وهذا يدل على تكتيك لارهابيين اجانب اكثر من تكتيك عناصر موالية لصدام حسين". وقال ان العناصر الاجنبية "اتت من بلدان ابعد من المجاورة" للعراق، مضيفاً ان "هناك على الارجح اشخاصا جاؤوا من افغانستان ومن ابعد من ذلك في العالم الاسلامي". واوضح السفير البريطاني السابق في الاممالمتحدة ان "احد المهاجمين الذين اعتقلوا كان في الواقع سورياً". ورداً على سؤال عن دور سورية وايران، قال ان "جيران العراق الذين يتعاونون لديهم ايضا عناصر تريد التدخل في الشؤون التي لا تعنيهم". واعترف غرينستوك بأنه يتوقع "ضربات وصعوبات وتكاليف باهظة في الارواح والعتاد خلال فصل الشتاء". وقال: "يجب ان نقبل ان يكون لذلك ثمن، وان نواصل امراً يستحق ان نضحي من اجله".