توصلت السعودية والمانيا الى تسوية ودية لانهاء ازمة اكاديمية الملك فهد في بون والتي كانت تقارير قد تحدثت عن توجه حكومة كولونيا المحلية لاغلاقها في غضون اسبوع في ظل تصاعد الاتهامات للاكاديمية بدعم النشاطات الاسلامية المتطرفة وتزايد الميول الاصولية المتشددة داخلها. وابلغت مصادر المانية "الحياة" في الرياض ان الجانبين السعودي والالماني توصلا امس الى تسوية تقضي بعدم اقفال الاكاديمية، واشارت الى ان تفاصيل هذا الاتفاق ستعلن اليوم. وفي الرياض اكد مصدر ديبلوماسي ل "الحياة" ان السفير الالماني لدى السعودية شرومب جينز سيعقد بعد ظهر اليوم مؤتمراً صحافياً يعلن فيه تفاصيل الاتفاق. وصرّح رئيس الحكومة المحلية في بون يورغن روترز بأن الاكاديمية وعدت بقطع صلاتها مع الاسلاميين المتطرفين، وانه وافق في محادثات مع احد الديبلوماسيين السعوديين ومسؤول من الخارجية الالمانية على عدم اغلاق الاكاديمية شرط موافقتها على قائمة من المطالب. واضاف في مؤتمر صحافي: "لا مكان لأنشطة متطرفة ومناهضة للدستور في اكاديمية الملك فهد وفي البيئة المحيطة بها. ولن يسمح للاشخاص الذين يشتبه في ان لهم صلات مع منظمات ارهابية او متطرفة بدخول المدرسة. وسيقوم من يديرون المدرسة باستبعاد المدرسين الذين يحرضون على العنف وينشرون الاصولية أو لهم صلات مع اشخاص من الدوائر الارهابية". وكان المستشار الالماني غيرهارد شرودر اعرب عن قلق بلاده من تنامي نشاطات الجماعات الاسلامية على الساحة الالمانية خلال زيارة قام بها قبل ثلاثة اسابيع الى الرياض. ويدرس في "اكاديمية الملك فهد" التي افتتحت عام 1994 نحو 460 تلميذاً من الصف الاول وحتى الشهادة الثانوية، بينهم 200 تلميذ يحملون الجنسية الالمانية. وكانت ادارة الاكاديمية استجابت الاسبوع الماضي لطلب حكومة كولونيا وأوقفت أحد مدرسيها عن العمل بعدما دعا الى "الجهاد المقدس ضد الغرب" في خطبة له في الجامع. وقالت مصادر الاكاديمية ان المدرس لبناني يحمل الجنسية الالمانية، وهو أحد 50 معلّماً يدرّسون فيها. وكان المكتب الاتحادي لحماية الدستور سجل قبل فترة نزوح عدد غير قليل من الاسلاميين الى منطقة بون وارسال ابنائهم الى المدرسة، الا ان ناطقة باسم وزارةالداخلية في ولاية رينانيا ووستفاليا اكدت امس ان الاكاديمية لا تخضع لمراقبة المكتب الاتحادي.