شككت محافل سياسية اسرائيلية في اعلان طهران موافقتها على توقيع بروتوكول التفتيش النووي وتجميد اجراءات تخصيب اليورانيوم في مفاعلاتها، واعتبرته مناورة تريد منها كسب الوقت للوصول الى "نقطة اللاعودة" التي توقع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الميجر جنرال أهارون زئيفي فركش بلوغها في غضون عشرة اشهر. ورأى معلقون في الشؤون الاستراتيجية في اسرائيل ان ايران آثرت تفادي اتخاذ المجتمع الدولي اجراءات صارمة ضدها اذا ما رفضت التجاوب مع طلب اخضاع مشروعها النووي للرقابة بعدما لمست التعاون والتنسيق بين أوروبا والولاياتالمتحدة وروسيا لمنع حصولها على أسلحة نووية. وكتب احدهم ان "طهران تبني حساباتها على تلكؤ اللجنة الدولية للطاقة النووية وعلى الحذر المبالغ فيه الذي يتبعه رئيسها محمد البرادعي" في معالجة الملف الايراني ما يمنحها "متنفساً، تحتاجه لتسريع العمل في مشروعها النووي". وكان فركش ابلغ لجنة الخارجية والأمن في البرلمان أول من أمس انه "بعد عشرة اشهر ومع بلوغ ايران نقطة اللاعودة، في مشروعها لن يكون ممكناً وقف هذا المشروع بالطرق الديبلوماسية وانه إذا ما نجحت حتى صيف العام المقبل في اتمام اجراءات تخصيب اليورانيوم فإنها ستمتلك السلاح النووي في العام 2006". وزعم المسؤول العسكري الاسرائيلي ان المملكة العربية السعودية تسعى ايضاً لدى باكستان للحصول على رؤوس حربية نووية لصواريخها لنشرها على اراضيها من أجل انشاء ميزان رعب مع ايران. ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن مصدر اسرائيلي رفيع المستوى قوله ان السعودية تملك الموارد الكفيلة بالحصول على السلاح النووي، مشككاً في ان تقدم على مشروع كهذا قد تعتبره الولاياتالمتحدة مناكفة. وتابع ان ما يقلق تل ابيب حقاً هو العلاقات بين باكستان وليبيا نظراً الى سعي الزعيم الليبي معمر القذافي الى التزود بأسلحة نووية وان مسؤولين ليبيين قاموا أخيراً بزيارة سرية الى اسلام اباد لهذا الغرض. صحة عرفات الى ذلك، زعم فركش ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يعاني مرضاً شديداً "لكننا لا نعرف طبيعته"، مدعياً ايضاً ان المعركة على خلافته انطلقت، وان جهات فلسطينية مختلفة بدأت اخيراً جمع اسلحة استعداداً ل"اليوم التالي لرحيل عرفات". وكرر اتهامه للرئيس الفلسطيني بالسعي الى تأجيج السجال الداخلي في اسرائيل لزيادة الشرخ بين معسكري اليسار واليمين، مشيراً الى ان اتفاق سويسرا، الذي وقعته شخصيات اسرائيلية ويسارية وفلسطينية يصب في هذا الاتجاه ويهدف الى ممارسة الضغط على الحكومة الاسرائيلية.