عاد القيادي السوداني البارز الدكتور لام أكول الى الغابة مجدداً بعد ست سنوات قضاها متحالفاً مع الحكومة السودانية، في توقيت يعكس تسارع خطوات الصراع على التحالفات السياسية في مرحلة ما بعد اتفاق السلام السوداني المرتقب. راجع ص 6 ويعد أكول الذي ينتمي الى قبائل الشلك ثالث اكبر المجموعات القبلية في جنوب السودان، أحد ابرز اللاعبين في مرحلة الحرب السودانية التي امتدت حوالي 20 عاماً، وشارك خلالها في قيادة "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، ثم قاد اهم انشقاق فيها، ووقع اتفاقا مع الخرطوم العام 1997. وشدد أكول في اتصال هاتفي مع "الحياة" أمس، على القول "إننا لم ننضم الى الحركة الشعبية، لكنها حركة سودانية مثل غيرها، ولا نستبعد أن نتفق معها في يوم من الايام". واكد انه لا يبحث عن موقع "وإلّا ما تركنا الحكومة". وعمل أكول وزيراً للنقل لكنه خرج من الحكومة، معتبراً ان الخرطوم تخلت عن اتفاقها معه بعد تأييدها المبادرة المصرية - الليبية التي تجاهلت طرح قضية تقرير المصير للجنوب. ويعد أكول من أبرز الدعاة الى تقرير المصير، واعتبر رفض زعيم "الحركة الشعبية" جون قرنق ذلك في بداية التسعينات سبباً لانشقاقه عنه. وقال أكول انه سيعود الى قواته في جنوب السودان، لكنه وعد بعدم شن أي هجمات أو استخدامها إلا "في حالة الدفاع". غير انه اعتبر ان حركته "الحركة الشعبية - الفصيل المتحد" "ليست جزءاً من عملية السلام. نحن ملتزمون السلام ومن دعاته، وموقفنا سيكون دفاعياً، ولن نهاجم أي شخص إلا اذا اعتدى علينا". وحمل مسؤول سوداني بعنف على أكول معتبراً أن انشقاقاته المتكررة "تنسجم مع شخصيته"، وقال انه "يحمل أفكاراً وتوجهات انفصالية ولديه استعداد فطري للتمرد والانشقاق". وأضاف ان أكول أراد من الخطوة "استباق اتفاق السلام المرتقب باتخاذ موقف بعيد عن الحكومة وأقرب إلى الحركة الشعبية، حتى لا يكون معارضاً للطرفين وحتى يجد له موقعاً في مرحلة السلام". على صعيد آخر، د ب أ، رحبت الكنيسة الكاثوليكية بدعوة السلطات في وسائل الاعلام الرسمية المواطنين الى استقبال الكاردينال زبير واكو لدى عودته الى البلاد بعد غد الثلثاء. وواكو هو اول كاثوليكي سوداني يصل الى رتبه كاردينال. وهنأت الكنيسة المسلمين للمرة الاولى في تاريخها بحلول شهر رمضان. جاء ذلك، في مؤتمر صحافي عقده الاسقف المساعد لكنيسة الخرطوم دانيال أدوك أمس، وشكر خلاله الرئيس عمر البشير بعد الاعلان في الاذاعة والتلفزيون عن الترحيب بقدوم الكاردينال زبير.