في موازاة الانتقادات التي وجهها رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون والرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف الى "اتفاق جنيف" الذي رسم ملامح الحل النهائي للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي، برزت مساع عربية ودولية حثيثة من اجل انعاش "خريطة الطريق" شارك فيها كل من موسكو والبرلمان الاوروبي وعمان. وتأتي هذه المساعي في وقت تواصل فيه الحكومة الاسرائيلية عدوانها في الاراضي الفلسطينية من خلال توسيع الاستيطان ومواصلة الاعتقالات وهدم المنازل. وفي سياق المساعي السلمية، عرض العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني على رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع خلال لقاء جمعهما في العقبة، ان يقوم بوساطة لدى الادارة الاميركية، وطلب منه تجهيز "خطة واضحة لحل المشكلة الأمنية" تمهيداً لمناقشتها مع الرئيس جورج بوش من اجل استئناف تطبيق "خريطة الطريق". من جانبها، أعلنت موسكو انها ستقدم الى مجلس الامن خلال الايام القليلة المقبلة مشروع قرار يلزم اسرائيل والفلسطينيين تطبيق "خريطة الطريق"، مضيفة ان هذه القضية ستكون مثار نقاش خلال زيارة شارون لروسيا مطلع الشهر المقبل. راجع ص5 وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان "خريطة الطريق لم تمت"، مضيفاً: "في نهاية المطاف على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي العودة الى خريطة الطريق أو أي خطة على شاكلتها، لكن القضية الآن هي قضية أمنية، وحتى يشعر الجانبان بالأمن قبل المضي قدماً بخريطة الطريق". وقال انه سيعمل ما في وسعه لتحقيق السلام بين الجانبين، وانه مثل بوش متمسك بحل دولتين. في غضون ذلك، تبنى البرلمان الاوروبي خلال جلسة عامة في ستراسبورغ قراراً ينص على ارسال "قوة فصل ومراقبة دولية" الى الشرق الاوسط. وجاء في القرار ايضاً انه في حال تعطل تنفيذ "خريطة الطريق" على "المدى القصير"، يتم "ارساء وصاية دولية في فلسطين تحت سلطة اللجنة الرباعية"، داعياً إلى درس ذلك "في الوقت المناسب وبعد موافقة الجانبين المسبقة". اسرائيلياً، انضم الرئيس كتساف الى جوقة المحرضين على "اتفاق جنيف"، وقال خلال لقاء مع عدد من الموقعين على الوثيقة ان الاتفاق يجهض "خريطة الطريق" ويمس بقدرة الحكومة الاسرائيلية على اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين مستقبلاً. وجاءت اقوال كتساف غداة تحذير شارون من ان الاتفاق "اكثر خطوة من اتفاقات اوسلو"، مشيراً الى ان اسرائيل تريد التوصل الى سلام "لكن من دون تنازلات". وهدد بأنه "اذا لم يتحرك الفلسطينيون ضد الارهاب فسنتحرك نيابة عنهم". وكانت الحكومة الاسرائيلية طرحت أمس مناقصات لبناء 323 وحدة سكنية في مستوطنتين في الضفة الغربية في تحد ل"خريطة الطريق" التي تدعو الى وقف الاستيطان.